وشك
لسان العرب لابن منظور
وشك: الوَشِيك: السريع. أَمْرٌ وَشِيكٌ: سريع، وَشُكَ وَشاكةً ووَشَّكَ وأَوشَكَ، وقال بعضهم: يُوشِك أَن يكون كذا وكذا، ويُوشِكُ أَن يكون الأَمرُ، ويُوشِكُ الأَمرُ أَن يكون، ولا يقال أُوشِكَ ولا يُوشَكُ، وقال بعضهم: أَوْشَكَ الأَمر أَن يكون؛ أَنشد ثعلب: ولو سُئِلَ الناسُ الترابُ، لأَوْشَكُوا إِذا قيل: هاتُوا، أَن يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا وقوله أَنشد ابن جني: ما كنتُ أَخْشَى أَن يَبِيتُوا أُشْكَ ذا إِنما أَراد: وُشْكَ ذا فأَبدل الهمزة من الواو. ووُشْكانَ ما يكون ذلك، ووَشْكانَ ووِشْكانَ، والنون مفتوحة في كل وجه، وكذلك سَرْعانَ ما يكون ذاك وسُرْعانَ وسِرْعانَ أَي سَرُعَ، كلُّ ذلك اسم للفعل كهيهات. التهذيب: لَوُشْكان ما كان ذلك أَي لَسُرْعانَ؛ وأَنشد: أَتَقْتُلُهم طَوْراً وتَنْكِحُ فيهمُ؟ لَوُشْكانَ هذا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ ومن أَمثالهم: لوُشْكانَ ذا إِهالَةً؛ يضرب مثلاً للشيء يأْتي قبل حِينهِ؛ وَشْكانَ مصدر في هذا الموضع. ووَشْكُ البَيْنِ: سُرْعَةُ الفِراقِ. ووُشْكُ الفِراق ووِشْكُه ووَشْكانُه ووُشْكانُه: سرعته. وقالوا: وَشْكانَ ذا خروجاً أَي عَجْلانَ؛ وأَنشد ابن بري: أَوَشْكانَ ما عَنَّيْتُمُ وشَمِتُّمُ بإِخوانكم، والعِزُّ لم يَتَجَمَّع وقد أَوْشَكَ الخروجُ، وأَوْشَك فلانٌ خروجاً وقولهم: وَشُك ذا خروجاً؛ بالضم، يَوْشُكُ وَشْكاً أَي سَرُعَ. وعجبت من وَشْك ذلك الأَمر ووُشْك ذلك الأَمر، بضم الواو، ومن وَشْكانِ ذلك الأَمر ووُشْكانِ ذلك الأَمر أَي من سُرْعته؛ عن يعقوب. وخَرَجَ وَشِيكاً أَي سريعاً؛ قال ابن بري: ومنه قول حسان: لتَسْمَعَنَّ وَشِيكاً في دِيارِهِمُ: اللهُ أَكْبَرُ يا ثاراتِ عُثمانا وقد أَوْشَك فلان يُوشِكُ إِيشاكاً أَي أَسرع السير؛ ومنه قولهم: يُوشِك أَن يكون كذا؛ قال جرير يهجو العباس بن يزيدَ الكِنْدِيِّ: إِذا جَهِل الشَّقِيُّ، ولم يُقَدِّرْ ببعضِ الأَمرِ، أَوْشَك أَن يُصابا قال ابن بري: ومنه قول الكَلْحَبةِ: إِذا المَرْءُ لم يَغْشَ الكَرِيهةَ، أَوْشَكَتْ حِبالُ الهُوَيْنا بالفَتَى أَن تَقَطَّعا قال: وقد يأْتي بُوشِكُ مستعملاً بعدها الاسم، والأَكثر أَن يكون الذي بعدها أَن والفعل، وذلك نحو قول حسان: من خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها، تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ ويروى: تُسْرِعُ فَتْرَ العظام. وقد تكرّر في الحديث يُوشِكُ أَن يكون كذا وكذا أَي يَقْرُب ويدنو ويُسْرع. ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: يُوشِكُ منه الفَيْئةَ أَي يُسْرِعُ الرجوعَ فيه. والوَشِيكُ: السريع والقريب، والعامَّةُ تقول يُوشَك، بفتح وهي لغة رديئة. وقال أَبو يوسف: واشَك يُواشِكُ وِشاكاً مثل أَوْشَك، يقال: إِنه مُواشِكٌ مستعجل أَي مُسارع. وقال أَحمد بن يحيى ثَعْلَبٌ: هذا يقال بهذا اللفظ، ولا يقال منه واشَكَ. وناقة مُواشِكة: سريعة، وقد أَوْشَكَتْ، وهي الحَثَّةُ في العَدْو والسير، والاسم الوِشاكُ. أَبو عبيدة: فرسٌ مُواشِكٌ والأُنثى مُواشِكةٌ. والمُواشَكة: سُرعة النَّجاء والخفّة؛ قال عبد الله بن عَثْمَةَ يَرْثى بِسْطامَ بن قَيْس: حَقِيبةُ سَرْجِه بَدَنٌ ودِرْعٌ، وتَحْمِلُه مُواشِكةٌ دَؤُوكُ