وسط
العباب الزاخر للصغاني
وسطالوَسَط من كل شيءٍ: أعدَلُه. وقوله تعالى:) وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطاً (أي عدلا خياراً.وواسِطَةُ الكُور: مقدمه، وكذلك واسطه. وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي - رضي الله عنه - وهو يعلى بن سيابة - وسيابة أمه - قال: أتت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي فقالت: أصابه بلاء، قال: ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ. وقال طرفه بن العبد يصف ناقته:وإن شِئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها...وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَفَيْدَدِوقال أسامة الهذلي يصف متلفاً:تَصِيحُ جَنَادِبهُ رُكَّداً...صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِوواسطة القلادة: الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها.وواسِطُ: بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطاً ودابقاً وفلجاً وهجراًوقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه، قال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر:مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها...أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَراهكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهداً على ترك الصرف في هجر، والرواية: " أيام فارس " لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي.وفي المثَل: تَغَافَل كأنك واسطي. قال المبرد: أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون.وقال أبو حاتم: فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً؛ فهو مصروف على كل حال.قال ابن دريدٍ: وواسِطٌ: موضعٌ بنجدٍ.قال: وبالجزيرةِ - أيضاً - واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ:عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ...فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُوواسطُ: قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ.وواسطٌ: الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً: قال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ - حرسها الله تعالى - لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ:كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفاَ...أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكةَ سامرُولم يتربعْ واسِطاً وجنوبهُ...إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُوقال أبو عبيدةَ: مِجدلٌ: حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشدَ قولَ الأعشى:في مِجْدَلٍ شيدَ بُنيانهُ...يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِوواسِطٌ: جبلٌ لبني عامر، قال:أماً نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ...وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُوواسطٌ - أيضاً -: من منازلِ بني قُشيرٍ.وواسطٌ: بين العُذيبةِ والصفراء، قال كُثير:أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً...فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُهكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ. وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال: هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ: وأما واسِطٌ فمقيمُ.وقال ابنُ السكيتِ - أيضاً - في قولِ كُثيرٍ:فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ...فَلوى لُبينةَ منزلاً أبكانيواسِطٌ هذا: بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ.وواسطُ الرقةِ: قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ.وواسِطٌ: موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ، قال ذو الرمة:بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ...نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُويروى: " بحيثُ اسَتَراضَ ".وواسطُ: قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ.وواسِط: قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني.وواسط: من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ.وواسطِ: قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ.وواسِطُ: بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ.وقال ابنُ الكلبي: كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولاً قبل أن يبنيَ واسِطاً.وواسِطُ - أيضاً -: قريةٌ قُربَ مُطير اباذ.وواسِط: قرْيةٌ بنهرِ الملكِ.وواسطُ: قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ.وواسِطُ - أيضاً -: من قرى دجيل.والواسِطُ: النابُ بلغةِ هذيلٍ.ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطاً وسِطةً: أي توسطهمُ، قال:وقد وسَطْتُ مالكاً وحنظلا...صُيابها والعددَ المجَلْجَلاأراد: وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفاً؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ.وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غدا...بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسوراأراد: قَسورةَ، ولو جعلهَ اسماً محذوفاً منه الهاءُ لأجراه.وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ: إذا كان أوسطهمُ نسباً وأرفعهمُ محلاً، قال العرجيُ - واسمهُ عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي الله عن عثمان -:أضاعوني وأي فتىً أضاعوا...ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِوصبرٍ عِندَ معترك المنايا...وقد شرعتْ أسِنتها بنحريأجررُ في الجوامع كل يومٍ...فيا للِه مظلمتي وصبريكأني لم أكنْ فيهم وسِيطاً...ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرووالوسيطُ: المتوسطُ بين القوم.والوسُوطُ: بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ.ويقال: الوسوطُ من النوقِ: مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ.ويُقال: ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ: هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ.ووسطانُ - مثالُ حمدان -: موضعٌ، قال الأعلمُ الهُذليُ:بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي...غداتَئذٍ ولم أبذل قتاليأي: خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى: " بذي شوطانَ ".ودارةُ وسَطٍ: من داراتِ العَرَب.ووسَطٌ: جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال:دَعوتُ الله إذ شَقيتْ عِيالي...لِيرزقني لدى وسَطٍ طعامافأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ...ثمجُ الماءَ والحب التؤاماوقد تُسكنُ منه السينُ.ويقال: جلستُ وسْطَ القومِ - بالتسكين -؛ لأنه ظرفٌ. وجلستُ وسَطَ الدارِ؟ بالتحريك -؛ لأنه اسمٌ. وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ - بالتسكين -، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ - بالتحريك -. وقال ثعلبٌ: الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ: أن ما كان يبينُ بين جزءٍ - مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ - فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتاً لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك - مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ -، قال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ:ما راعني إلا حمولةُ أهلها...وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِويروى: " وسطَ الركاب ".وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره:فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمي...لائنةٍ وقلتُ لهم فداياعَشيةَ أقبلتْ من كل أوبٍ...كِنانةُ عاقدينَ لهم لِوايافقالوا: يا آلَ أشجعَ يومُ هيج...فتوسطَ الدارِ ضَرباً واحتماياوالوسطى من الأصابع: معروفةٌ.والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى:) حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى (قيل: هي الفجرُ، وقيل: الظهرُ، وقيل: العصرُ، وقيل: المغربُ، وقيل: العِشاءُ. والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يومَ الأحزابِ لعُمرَ - رضي الله عنه -: شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللهُ بيوتهم وقبورهم ناراً.وقال ابنُ عباد: مُوسِطُ البيتِ: ما كان في وسَطهِ خاصةً.والتوسِيطُ: أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي - رضي الله عنه - وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابنُ أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ:) فَوَسَّطنَ به جمعا (بالتشديد.والتوسيطُ - أيضاً -: قطعُ الشيءِ نصفينِ.والتوسطُ بين الناس: من الوَسَاطةِ.وتوسطَ: أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة:واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ...من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِوالتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ.