ثدن
لسان العرب لابن منظور
ثدن: ثَدِنَ اللحمُ، بالكسر: تغيَّرت رائحتُه. والثَّدِنُ: الرجلُ الكثير اللحم، وكذلك المُثَدَّن، بالتشديد؛ قال ابن الزبير يفضِّل محمد بن مَرْوان على عبد العزيز: لا تَجْعَلَنَّ مُثَدَّناً ذا سُرَّةٍ، ضَخْماً سُرادقُه، وطيءَ المَركب. كأَغَرَّ يَتَّخِذ السُّيوفَ سُرادِقاً، يَمْشي برائشِه كمَشْيِ الأَنْكَبِ. وثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً: كثُر لحمُه وثقُل. ورجل مُثَدَّنٌ: كثير اللحم مُسترْخٍ؛ قال: فازتْ حَليلةُ نَوْدلٍ بِهَبَنْقَعٍ رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَى. وقد ثُدِّنَ تَثْديناً. وامرأَة مُثَدَّنة: لَحيمة في سماجةٍ، وقيل: مسمَّنة؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول الشاعر: لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتي، في المَصانيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا. قال ابن سيده: وقال كراع إن الثاء في مُثَدَّنٍ بدل من الفاء من مُفَدَّن، مشتق من الفَدَن، وهو القَصْر، قال: وهذا ضعيف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً، وقال: قال ابن جني هو من الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ منه. قال: وهذا ليس بشيء. وامرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عنه. وفي حديث علي، رضي الله عنه، أَنه ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة، كأَنه كان في الأَصل مُثَنَّد اليد فقُلب، وفي التهذيب والنهاية: مَثْدُونُ اليد أَي صغيرُ اليد مجتمعها، وقال أَبو عبيد: إن كان كما قيل إنه من الثُّنْدُوة تشبيهاً له به في القِصَر والاجتماع، فالقياس أَن يقال مُثَنَّد، إلا أَن يكون مقلوباً، وفي رواية: مُثْدَن اليد؛ قال ابن بري: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشيء إذا قصَّرْته. والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وقيل: مُثْدَن اليد معناه مُخْدَج اليد، ويروى: مُوتَن اليد، بالتاء، من أَيْتَنَت المرأَة إذا وَلدَت يَتْناً، وهو أَن تخرُج رِجلا الولد في الأَول، وقيل: المُثْدَن مقلوب ثند، يريد أَنه يُشْبه ثُندوة الثَّدْي، وهي رأْسه، فقدم الدال على النون مثل جذب وجبذ، والله أَعلم.