شلل

لسان العرب لابن منظور
شلل: الشَّلَلُ: يُبْسُ اليَدِ وذَهابُها، وقيل: هو فَساد في اليد، شَلَّتْ يَدُه تَشَلُّ بالفتح شَلاًّ وشَلَلاً وأَشَلَّها اللهُ. قال اللحياني: شَلَّ عَشْرُه وشَلَّ خَمْسُه، قال: وبعضهم يقول شَلَّت، قال: وهي أَقَلُّ، يعني أَن حذف علامة التأْنيث في مثل هذا أَكثر من إِثباتها؛ وأَنشد:فَشَلَّتْ يَميني، يَوْمَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ وشَلَّ بَناناها، وشَلَّ الخَناصِرُ ورَجُلٌ أَشَلُّ، وقد أَشَلَّ يَدَه، ولا شَلَلاً ولا شَلالِ: مَبْنِيَّة كَحَذَامِ أَي لا تَشْلَلْ يَدُك. ويقال في الدعاء: لا تَشْلَلْ يَدُك ولا تَكْلَلْ. وقد شَلِلْتَ يا رَجُل، بالكسر، تَشَلُّ شَلَلاً أَي صِرْت أَشَلَّ، والمرأَة شَلاَّء. ويقال لمن أَجاد الرَّمْيَ أَو الطَّعْن: لا شَلَلاً ولا عَمًى، ولا شَلَّ عَشْرُك أَي أَصابِعُك؛ قال أَبو الخُضْريِّ اليَرْبُوعي: مُهْرَ أَبي الحَبْحابِ لا تَشَلِّي بارَكَ فيكَ اللهُ مِنْ ذِي أَلِّ (* قوله «مهر ابي الحبحاب» قال في التكملة: والرواية مهر أبي الحرث). حَرَّك تَشَلِّي للقافية والياء من صلة الكسر؛ وهو كما قال امرؤ القيس: أَلا أَيُّها اللَّيْلُ الطَّويل أَلا انْجَلي بصُبْحٍ، وما الإِصْباحُ مِنكَ بأَمْثَل الفراء: لا يقال شُلَّتْ يَدُه، وإِنما يقال أَشَلَّها اللهُ. الليث: ويقال لا شَلَلِ في معنى لا تَشْلَلْ، لأَنه وَقَع مَوْقِع الأَمر فشُبِّه به وجُرَّ، ولو كان نَعْتاً لنُصِب؛ وأَنشد: ضَرْباً على الهاماتِ لا شَلَلِ قال: وقال نصربن سَيَّار: إِني أَقول لمن جَدَّتْ صَرِيمَتُه، يَوْماً، لِغانِيَةٍ: تَصْرِمْ ولا شَلَلِ قال: ولم أَسمع الكسر لا شَلَلِ لغيره. الأَزهري: وسمعت العرب تقول للرجل يُمارِسُ عَمَلاً وهو ذو حِذقٍ به: لا قَطْعاً ولا شَلَلاً أَي لا شَلِلْتَ على الدعاء، وهو مصدر؛ وقوله: تَصْرِم معناه في هذا اصْرِم، ولا شَلَلِ أَي ولا شَلِلْتَ، وقال لا شَلَلِ، فكَسَرَ لأَنه نَوى الجَزْم ثم جَرَّتْه القافية؛ وأَنشد ابن السكيت: مُهْرَ أَبي الحَبْحاب لا تَشَلِّي قال الأَزهري: معناه لا شَلِلْتَ كقوله: أَلَيْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري، إِذا أَنْتِ انْقَضَيْتِ فلا تَحُوري أَي لا حُرْتِ. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول شُلَّ يَدُ فلان بمعنى قُطِعَتْ، قال: ولم أَسمعه من غيره. وقال ثعلب: شَلَّتْ يَدُه لغةٌ فصيحة، وشُلَّت لغة رديئة. قال: ويقال أُشِلَّت يدُه. وفي الحديث: وفي اليد الشَّلاَّءِ إِذا قُطِعَتْ ثُلُثُ دِيتها؛ هي المُنْتَشِرة العصب التي لا تُواتي صاحِبَها على ما يُريد لِما بها من الآفة. قال ابن الأَثير: يقال شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ شَلَلاً، ولا تضم الشين. وفي الحديث: شَلَّتْ يدُه يَوْمَ أُحُدٍ. وفي حديث بَيْعَةِ عَليٍّ، عليه السلام: يَدٌ شَلاَّءُ وبَيْعَةٌ لا تَتِمُّ؛ يريد طلحة، كانت أُصيبت يَدُه يوم أُحُد وهو أَوّل من بايَعَه. والشَّلَلُ في الثوب: أَن يصيبه سوادٌ أَو غيره فإِذا غُسِل لم يَذْهَب. يقال: ما هذا الشَّلَلُ في ثوبك؟ والشَّلِيلُ: مِسْحٌ من صوف أَو شَعَر يُجْعَل على عَجُزِ البعير من وراء الرِّحْل؛ قال جَمِيل: تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ لَمَّا تَحَسَّرَتْ مَناكِبُها، وابْتُزَّ عنها شَلِيلُها والشَّلِيلُ: الحِلْسُ؛ قال: إِلَيْك سارَ العِيسُ في الأَشِلَّه والشَّلِيلُ: الغِلالة التي تُلْبَسُ فوق الدِّرْع، وقيل: هي الدِّرْع الصغيرة القصيرة تكون تحت الكبيرة، وقيل: تحت الدِّرْع من ثوب أَو غيره، وقيل: هي الدِّرْع ما كانت، والجمع الأَشِلَّة؛ قال أَوس: وجِئْنا بها شَهْباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ، لها عارِضٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَع ابن شميل: شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلاًّ إِذا لَبِسها، وشَلَّها عليه. ويقال للدِّرْع نفسِها شَلِيلٌ. والشُّلَّة: الدِّرْع. والشَّلِيلُ: النُّخاعُ وهو العِرْقُ الأَبيض الذي في فِقَرِ الظَّهْر. والشَّلِيلُ: طرائق طِوالٌ من لحم تكون ممتدَّة مع الظَّهْر، واحدتها شَلِيلةٌ؛ كلاهما عن كراع (* قوله «كلاهما عن كراع إلخ» عبارة المحكم: والشليل مجرى الماء في الوادي وقيل وسطه الذي يجري فيه الماء، والشليل النخاع وهو العرق الابيض الذي في فقر الظهر، واحدتها شليلة، كلاهما عن كراع، والسين فيهما أعلى) والسين فيها أَعلى. والشَّلُّ والشَّلَلُ: الطَّرْد، شَلَّه يَشُلُّه شَلاًّ فانشَلَّ، وكذلك شَلَّ العَيْرُ أُتُنَه والسائق إِبله. وحمارٌ مِشَلٌّ: كثير الطرْد. والشَّلَّة: الطَّرْدُ. وشَلَلْت الإِبِلَ أَشُلُّها شَلاًّ إِذا طَرَدتها فانشَلَّت. ومَرَّ فلان يَشُلُّهم بالسيف أَي يَكْسَؤُهم ويطرُدُهم. وذهبَ القومُ شِلالاً أَي انشَلُّوا مطرودين. وجاؤوا شِلالاً إِذا جاؤوا يَطرُدون الإِبل. والشِّلالُ: القومُ المتفرقون؛ قال ابن الدُّمَيْنة: أَما والذي حجَّتْ قُرَيْشٌ قَطِينَه شِلالاً، ومَوْلى كُلِّ باقٍ وهالِكِ والقَطِين: سَكْنُ الدار. ابن الأَعرابي: شَلَّ يَشُلُّ إِذا طَرَد، وشَلَّ يَشِلُّ إِذا اعْوَجَّت يدُه بالكسر. والأَشَلُّ: المُعْوَجُّ المِعْصَم المتَعَطِّل الكَفِّ. قال الأَزهري: المعروف شَلَّتْ يدُه تَشَلُّ، بالفتح، فهي شَلاَّءِ. وعَينٌ شَلاَّء: للتي ذهب بَصرُها، وفي العين عِرْقٌ إِذا قُطِع ذهب بصرُها أَو أَشَلَّها. ورجل مِشَلٌّ وشَلولٌ وشُلُلٌ وشُلْشُل: خفيف سريع؛ قال الأَعشى: وقد غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ يَتْبَعُني شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ قال سيبويه: جمع الشُّلُلِ شُلُلونَ، ولا يُكَسَّر لقِلة فُعُلٍ في الصفات؛ وقال أَبو بكر في بيت الأَعشى: الشّاوِي الذي شَوى، والشَّلول الخفيف، والمِشَلُّ المِطْرَد، والشُّلْشُل الخفيف القليل، وكذلك الشَّوِل، والأَلفاظ متقاربةٌ أُريد بذكرها والجمع بينها المبالغة. ابن الأَعرابي: المُشَلِّل الحمار النِّهايةُ في العِناية بأُتُنِه. ويقال: إِنه لَمُشِلٌّ مِشَلٌّ مُشَلِّل لعانته ثم ينقل فيُضرب مَثَلاً للكاتب النِّحْرير الكافي، يقال: إِنه لمِشَلٌّ عُونٍ. ابن الأَعرابي: يقال للغلام الحارِّ الرأْس الخفيف الروح النشيط في عمله شُلْشُلٌ وشُنْشُن وسُلْسُل ولُسْلُس وشُعْشُعٌ وجُلْجُل. والمُتَشَلْشِل: الذي قد تخَدَّد لحمُه. ورجل شُلشُلٌ، بالضم، ومُتَشَلْشِل: قليل اللحم خفيف فما أَخَذَ فيه من عَمل أَو غيره؛ وقال تأَبَّط شرًّا: ولكِنَّني أُرْوِي من الخَمْرِ هامَتي، وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَشَلشِل إِنما يعني الرجل الخفيف المتخدِّد القليل اللحم، والشاحب على هذا يريد به الصاحب، وقيل: يريد به السيف؛ وقال الأَصمعي: هو سيف يَقْطُر منه الدمُ، والشاحِبُ: الذي أَخْلَقَ جَفْنُه، قال: ورجل مُتَشَلْشِل إِذا تخَدَّد لحمُه، ورجل شَلْشالٌ مثله. ابن الأَعرابي: شَلَلْت الثوبَ خِطْتُه خِياطةً خفيفة. والشَّلْشَلة: قَطَرانُ الماء وقد تشَلْشَل. وماءٌ شَلْشَلٌ ومُتَشَلْشِلٌ: تشَلْشَل يَتْبَع قَطَرانُ بعضه بعضاً وسَيَلانُه، وكذلك الدَّمُ؛ ومنه قول ذي الرُّمّة: وَفْراءَ غَرْفيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتُه، بينها، الكُتَبُ والشَّلْشَل: الزِّقُّ السائل. وشَلْشَلْتُ الماء أَي قَطَّرته، فهو مُشَلْشَل. وماء ذو شَلْشَلٍ وشَلْشالٍ أَي ذو قَطَرانٍ؛ وأَنشد الأَصمعي:واهْتَمَّتِ النَّفْسُ اهْتِمامَ ذي السَّقَم، ووافَتِ اللَّيْلَ بِشَلْشالٍ سَجَم وفي الحديث: فإِنه يأْتي يومَ القيامة وجرحُه يتَشلْشل أَي يَتقاطَرُ دَماً. يقال: شَلشَلَ الماءَ فتَشَلْشَل. وشَلْشل السيفُ الدمَ وتشَلشَل به: صَبَّه، وقيل لنُصَيبٍ: ما الشَّلْشالُ؟ في بيتٍ قاله، فقال: لا أَدري، سمعته يقال فقُلته. وشلشَلَ بوله وببوله شلشلة وشِلشالاً: فرَّقه وأَرسله منتشراً، والاسم الشَّلشالُ، والصبيُّ يُشَلشِلُ ببوله. وشَلَّتِ العينُ دَمْعَها كشَنَّتْه: أَرْسَلته، وزعم يعقوب أَنه من البدل. والشَّليلُ من الوادي: وَسَطه حيث يَسيل مُعْظم الماء. شمر: انسَلَّ السَّيْلُ وانشَلَّ، وذلك أَوَّلَ ما يبتدئ حين يَسيل قبلَ أَن يشتدَّ. والشَّليلُ: الكساء الذي تحت الرَّحْل. والشَّليل: الحِلْس الذي يكون على عَجُز البعير؛ وقال حاجب المازني: صَحا قَلبي وأَقْصَرَ غَيرَ أَنِّي أَهَشُّ، إِذا مَرَرتُ على الحُمول كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ، وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ ورواه ابن الغرقي: القادِسِيّة؛ والقرنُ: قرن الهَوْدَج، والسُّدول: جمع سَدِيل وهو ما أُسْبِل على الهودج. والشُّلَّى: النِّيّة في السفر والصوم والحرب، يقال: أَينَ شُلاَّهم؟ ابن سيده: والشُّلَّة النّية حيث انتَوى القومُ، وفي التهذيب: النيّة في السفر. والشَّلَّة والشُّلَّة: الأَمر البعيد تطلبه؛ قال أَبو ذؤيب: نَهَيْتُكَ عن طلابِكَ أُمَّ عَمْرو بِعاقِبةٍ، وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ وقلتُ: تجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ، ومَطْلَبَ شُلَّةٍ، وهي الطَّروحُ ورواه الأَخفش: سُخْطَ ابن عمرو، وقال: يعني ابن عُوَيمر، ويروى: ونوًى طَروح، والطَّروح: النِّيَّة البعيدة. والشُّلاشِلُ: الغَضُّ من النبات؛ قال جرير: يَرْعَيْن بالصُّلْب بذي شُلاشِلا وقول الشاعر: كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بني شَلِيل (* قوله «كرهت العقر إلخ» صدر بيت تقدم في ترجمة عقر وتمامه: «إذا هبت لقاريها الرياح» وضبط هناك شليل كزبير خطأ والصواب ما هنا). شَلِيلٌ: جَدُّ جرير بن عبد الله البَجَلي. التهذيب في ترجمة شغغ: ابن الأَعرابي انشَغَّ الذئبُ في الغَنم وانشَلَّ فيها وانشَنَّ وأَغار فيها واسْتَغار بمعنى واحد. وشَلِيلُ: اسم بلد؛ قال النابغة الجعدي: حتى غَلَبْنا، ولولا نحن قدْ عَلِموا، حَلَّتْ شَلِيلاً عَذاراهُم وجَمّالا (* قوله «حتى غلبنا» تقدم في ترجمة جمل: علمنا).