شطط

لسان العرب لابن منظور
شطط: الشَّطاطُ: الطُّولُ واعْتِدالُ القامةِ، وقيل: حُسن القَوام. جاريةٌ شَطّةٌ وشاطّةٌ بينةُ الشَّطاطِ والشِّطاطِ، بالكسر: وهما الاعتدال في القامة؛ قال الهذلي: وإِذْ أَنا في المَخيلةِ والشَّطاطِ والشَّطاطُ: البُعْدُ. شَطَّتْ دارُه تَشُطُّ وتَشِطُّ شَطّاً وشُطوطاً: بَعُدت. وكل بَعِيدٍ شاطٌّ؛ ومنه: أَعوذ بك من الضِّبْنةِ في السفَر وكآبةِ الشِّطّةِ؛ الشِّطَّةُ، بالكسر: بُعْد المسافةِ من شَطَّتِ الدارُ إِذا بَعُدت. والشَّطَطُ: مُجاوَزةُ القَدْرِ في بيع أَو طلَب أَو احتكام أَو غير ذلك من كل شيءٍ، مشتق منه؛ قال عنترة: شَطَّتْ مَزارَ العاشِقينَ، فأَصْبَحَت عَسِراً عليَّ طِلابُها ابْنةُ مَخْرَمِ (* هكذا رُوي هنا، وهو في معلقة عنترة: حَلَّتْ بأَرضِ الزَّائرين، فأَصبحت * عِسِراً عليَّ طِلابُكِ، ابنةَ مخْرَمِ) أَي جاوَزَتْ مَزارَ العاشقين، فعدَّاه حملاً على معنى جاوزت، ويجوز أَن يكون منصوباً بإِسقاط الباء تقديره بَعُدت بموضع مَزارِهم، وهو قول عثمان بن جني إِلاَّ أَنه جعل الخافض الساقط عن، أَي شَطَّت عن مزارِ العاشقين. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: لها مَهْرُ مِثلها لا وكْسَ ولا شَطَطَ أَي لا نُقْصان ولا زِيادةَ. وفي التنزيل العزيز: وانه كان يقول سَفِيهُنا على اللّهِ شَطَطاً؛ قال الراجز: يَحْمُونَ أَلفاً أَن يُسامُوا شَطَطا وشَطّ في سِلْعَتِه وأَشطَّ: جاوَزَ القَدْرَ وتباعدَ عن الحق. وشَطَّ عليه في حُكْمِه يَشِطُّ شَطَطاً واشْتَطَّ وأَشَطَّ: جارَ في قضيَّتِه. وفي التنزيل: ولا تُشْطِطْ، وقرئَ: ولا تَشْطُطْ ولا تُشَطِّطْ، ويجوز في العربية ولا تَشْطِطْ، ومعناها كلّها لا تَبْعُدْ عن الحقّ؛ وأَنشد: تَشُِطُّ غَداً دارُ جِيرانِنا، ولَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ أَبو عبيد: شَطَطْتُ أَشُطُّ، بضم الشين، وأَشْطَطْتُ: جُرْت: قال ابن بري: أَشَطَّ بمعنى أَبْعَدَ، وشَطَّ بمعنى بعُدَ؛ وشاهد أََشَطَّ بمعنى أَبعدَ قول الأَحوص: أَلا يا لَقَوْمِي، قد أَشَطَّتْ عَواذِلي، ويَزْعُمْنَ أَن أَوْدَى بحَقِّيَ باطِلي وفي حديث تَميم الدَّارِيّ: أَنَّ رجلاً كلمه في كثرة العبادة فقال: أَرأَيتَ إِن كنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِيفاً وأَنت مُؤْمن قوي؟ إِنك لشاطِّي حتى أَحْمِلَ قوَّتَك على ضَعْفِي فلا أَسْتَطِيعَ فأَنْبَتَّ؛ قال أَبو عبيد: هو من الشَّطَطِ وهو الجَوْرُ في الحُكْم، يقول: إِذا كَلَّفْتَني مثل عملك وأَنتَ قويّ وأَنا ضعِيفٌ فهو جَوْرٌ منك عليَّ؛ قال الأَزهري: جعل قوله شاطِّي بمعنى ظالِمِي وهو معتدٍّ؛ قال أَبو زيد وأَبو مالك: شَطَّني فلان فهو يَشِطُّني شَطّاً وشُطوطاً إِذا شَقَّ عليك؛ قال الأَزهري: أَراد تميم بقوله شاطِّي هذا المعنى الذي قاله أَبو زيد أَي جائر عليَّ في الحكم، وقيل: قولُه لشاطِّي أَي لظالِمٌ لي من الشَّطَط وهو الجورُ والظلم والبُعْدُ عن الحق، وقيل: هو من قولهم شَطَّني فلان يَشِطُّني شَطّاً إِذا شَقَّ عليك وظلمك. وقوله عزّ وجلّ: لقد قلنا إِذاً شططاً؛ قال أَبو إِسحق: يقول لقد قلنا إِذاً جَوْراً وشَطَطاً، وهو منصوب على المصدر، المعنى لقد قلنا إِذاً قَولاً شطَطاً. والشطَطُ: مجاوزةُ القدْرِ في كل شيء. يقال: أَعطيته ثمناً لا شَطَطاً ولا وَكْساً. واشتطَّ الرجل فيما يَطْلُبُ أَو فيما يحكم إِذا لم يَقْتَصِد. وأَشَطَّ في طلبه: أَمْعَنَ. ويقال: أَشَطَّ القومُ في طَلبِنا إِشْطاطاً إِذا طلبوهم رُكْباناً ومُشاةً. وأَشَطَّ في المَفازةِ: ذهب. والشَّطُّ: شاطِئُ النهر وجانبه، والجمع شُطوطٌ وشُطَّانٌ؛ قال: وتَصَوَّحَ الوَسْمِيُّ من شُطَّانِه، بَقْلٌ بظاهِرِهِ وبَقْلُ مِتانِه ويروى: من شُطْآنِه جمع شاطِئٍ. وقال أَبو حنيفة: شَطُّ الوادِي سَنَدُه الذي يَلي بطنَه. والشَّطُّ: جانبُ السَّنامِ، وقيل شِقُّه، وقيل نِصْفُه، ولكل سَنام شَطَّانِ، والجمع شُطوط. وناقة شَطُوطٌ وشَطَوْطَى: عظيمة جنبي السَّنامِ، قال الأَصمعي: هي الضخْمةُ السنامِ؛ قال الراجز يصف إِبلاً وراعِيَها: قد طَلَّحَتْه جِلَّةٌ شَطائطُ، فهْو لهُنَّ حابِلٌ وفارِطُ والشَّطُّ: جانبُ النهرِ والوادي والسَّنامِ، وكلُّ جانبٍ من السنام شَطٌّ، قال أَبو النجم: عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ، ذاتَ جَهازٍ مَضْغَطٍ ملَطِّ، كأَنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ شَطّاً رَمَيْت فَوْقَه بشَطِّ، لم يَنْزُ في الرَّفعِ ولم يَنْحَطِّ والشُّطَّانُ: موضع؛ قال كثيِّر عزَّة: وباقي رُسُومٍ ما تزالُ كأَنَّها، بأَصْعِدةِ الشُّطَّانِ، رَيْطٌ مُضَلَّعُ وغَدِيرُ الأَشْطاطِ: موضعٌ بمُلْتَقَى الطريقين من عُسْفانَ للحاجّ إِلى مكة، صانها اللّه عزّ وجلّ؛ ومنه قول رسول اللّه، ثلّى اللّه عليه وسلّم، لبُرَيْدةَ الأَسلمي: أَين تركت أَهلَك بغَدِير الأَشْطاطِ؟ والشَّطْشاطُ: طائر.