سبب

مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ
[سبب]كل سبب ونسب ينقطع إلا "سببى" ونسبى، النسب بالولادة والسبب بالزواج، وأصله من السبب الحبل المتوصل به إلى الماء، فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شئ، كقوله "وتقطعت بهم الأسباب" أي الوصل والمودات. ومنه ح: إن كان رزقه في "الأسباب" أي طرق السماء وأبوابها. وح: رأي في المنام كأن "سببا" دلى من السماء، أي حبلا، وقيل: لا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بنحو السقف. وفيه: ليس في "السبوب" زكاة، هي الثياب الرقاق، جمع سبب بالكسر، يعنى إذا كانت لغير التجارة، وقيل: إنما هي السيوب بالياء يعنى الركاز، إذ لا يجب فيه الزكاة بل الخمس. ومنه: فاذا "سب" فيه دوخلة أي ثوب رقيق. وفيه: سئل عن "سبائب" تسلف فيها، هي جمع "سبيبة" وهى شقة من الثياب أي نوع كان، وقيل: من الكتان. ومنه ح: فعمدت إلى "سبيبة" من هذه السبائب فحشنها صوفا ثم أتتنى بها. وح: دخلت على خالد وعليه "سبيبة"، وفيه: رأيت العباس وقد طال عمر وعيناه تنضمان و"سبائبه" تجول على صدره، يعنى ذوائبه جمع سبيب، وعد بعض: وقد طال عمره، وإنما هو: طال عمر، أي كانأطول منه، لأن عمر لما استسقى أخذ العباس إليه وقال: اللهم! إنا نتوسل إليك بعم نبيك! وكان إلى جانبه فرآهه الراوى وقد طاله أي كان أطول منه. غ: "سبيب" الفرس ناصيته. نه: وفيه: "سباب" المسلم فسوق وقتاله كفر، السبب الشتم، وحمل على من سبب أو قاتل مسلما من غير تأويل وعلى التغليظ، لا أنه يخرجه إلى الفسق والكفر. ك: هو بكسر مهملة وخفة موحدة أي شتمه أو تشاتمهما، وقتاله أي مقاتلته كفر، فكيف يحكم بتصويب المرجئة في أن مرتكب الكبيرة غير فاسق. نه: لا تمشين أمام أبيك ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه ولا "تستسب" له، أي لا تعرضه للسب وتجره إليه بأن تسب غيرك فيسب أباك مجازاة لك. ومنه: لا "تسبوا" الإبل فان فيها رقوء الدم. ك: "السبابة" ما تلى الإبهام لأنه يشار بها عند الشتم. وفيه: "لا تسبوا" الأموات، أي المسلمين، فانهم قد أفضوا - بفتح همزة وضاد - أي وصلوا إلى ما قدموا من خير أو شر فيجازى كل بعمله، ويجوز ذكر مساوى الكفار والفساق للتحذير، وقد أجمعوا على جواز جرح المجروحين من الرواة. ومنه: "أسب" حسان، أي بسبب موافقته أهل الإفك. وح: "فاستب" على وابن عباس، لم يكن السب من قبيل قذف ومحرم. وح: ايما مسلم "سببته" أي من غير استحقاق فاجعله قربة. وفيه: "بسبب" إلى السماء، أي بحبل إلى سقف البيت. ن: وأرى "سببا" وأصلا إلى السماء، أي حبلا موصولا. ج: ومنه: وأما "السبب" الواصل إلى السماء. وفيه: "استبا" في زمن عمر، هو افتعلا من السب الشتم. ن: ومنه: ما منعك أن "تسب" أبا تراب، هذا لا يستلزم أمر معاوية بالسب بل سؤال عن سبب امتناعه عنه أنه تورع أو إجلال أو غير ذلك، أو المعنى ما منعك أن تخطئه في اجتهاد وتظهر للناس حسن اجتهادنا. وفيه: أمروا أن يستغفروا للصحابة "فسبوا" قالته حين سمعت أهل مصر يقولون في عائشة ما قالوا وأهل الشام في على ما قالوا ومع أنهم أمروا بالاستغفار بقوله تعالى "والذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا". وفيه:"يسب" ابن أحدنا - بضم تحتية وفتح مهملة، وحكى بفتح تحتية وكسر شين معجمة من الشباب، والأول الصواب. وفيه: لعله يستغفر "فيسب" أي إذا دعا لنفسه وهو لا يعقل يدعو عليها. ": يستغفر "فيسب" بالرفع عطفا، والنصب جوابًا للعل، يعنى لعله يطلب من الله المغفرة لذنبه ليصير مزكى فيتكلم بما يجلب الذنب فيزيد العصيان فكأنه سب نفسه. وفيه: "المستبان" ما قالا فعلى البادئ، أي اللذان يشتم كل منهما الآخر، وما شرطية أو موصولة، فعلى البادئ جزاء أو خبر، أي إثم ما قالا على البادئ إذا لم يعتد المظلوم فاذا تعدى يكون عليهما. ش: و"سب" أخر الأمة، أخبر بطعن الخلف السلف، ويجوز أن يراد ألا يقتدى بهم في الأعمال الصالحة فنزل ذلك سبا. غ: ((أتينه من كل شئ "سببا")) أي شئ يتبلغ به في التمكن من أقطار الأرض سببا علما يوصله إلى حيث يريد ((فاتبع "سببا")) أي سببا من الأسباب. و: ((فليرتقوا في "الأسباب")) أي طرق السماء وأبوابها، يقال لذوى الفضل إنه يرتقى في السماء. ((وتقطعت بهم "الاسباب")) أي الوصل والمودات.