رضخ

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
رضخ
: (رَضَخَ الحَصَى) والنَّوَى والعَظْمَ وغَيرَهَا من الْيَابِس (كمَنَع وضَرَبَ) يَرْضَخُه ويَرْضِخُه رَضْخاً: (كَسَرَهَا) والرَّضْخُ: كَسْرُ الرَّأْسِ، ويُستعمَل الرَّضْخ فِي كَسْرِ النَّوَى والرَّأْس للحيّات وغيرِها. ورَضَخْتُ رأْسَ الحَيَّةِ بالحِجارة.
(و) رَضَخَ (لَهُ) مِنْ مالِه، إِذا (أَعطاهُ عَطاءً غيرَ كَثِير) يَرْضَخه رَضْخاً. والرَّضْخ. والرَّضْخ: العَطِيَّة القليلة. قَالَ شيخنَا: وَمِنْه الرَّضْخ من الْغَنَائِم، لأَنّه عَطِيّة دونَ السَّهْم. وَيُقَال أَرضَخْتُ للرّجُلِ، إِذا أَعطَيْتَه قَلِيلا من كثيرٍ.
(و) رضَخَ (بِهِ الأَرْضَ: جَلَدَه بهَا) من الرَّضْخ وَهُوَ الشَّدْخ والدَّقّ.
(و) رضَخَتِ (التُّيوسُ: أَخذَتْ فِي النِّطَاحِ) فَشَدَخَت رُؤُوسُ بعْضِها بعْضاً.
(والمِرْضَاخُ) ، بِالْكَسْرِ، والمِرْضَخَة: (حَجَرٌ يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى) ، والجمْع المَرَاضخ. وَفِي حَدِيث بدْر: (شبَّهْتُها النَّوَاةَ تَنْزُو من تَحْت المَرَاضِخ) .
(والرَّضْخُ) والرَّضْخَة: الشَّيْءُ اليَسير من (خَبَر تَسْمَعُه وَلَا) وَفِي بعض الأُمَّهات: منح غير أَنْ (تَستَيْقِنهُ) وَفِي بعض النّسخ: تَسْتَبِينه. (يُقَال: هم يَتَرَضَّخُونَ الخَبَرَ) ، من ذالك.
(و) يُقَال (راضَخَ زَيْدٌ شَيْئا) ،إِذَا (أَعطاه كَارِهًا) ، وراضَخْنَا مِنْهُ شَيْئا: أَصَبْنَا ونِلْنا. والمُرَاضَخَةُ: العَطاءُ على الكخرْه.
(و) راضَخَ (فلَانا: رامَاه بالحِجَارَة) وَبِه جزمَ الجوهريُّ وغيرُه من أَئمَّة اللُّغة، ولاكن جاءَ فِي حديثِ العَقَبَة: (قَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تُقَاتِلُون؟ قَالُوا: إِذا دَنا القَوْمُ مِنّا كانَت المُرَاضَخَة) ، وَهِي المُرَامَاةُ بالسِّهام. واقتصرَ عَلَيْهِ ابنُ الأَثير تَبعاً للإِمام الخَطّابيّ وَغَيره من أَئمّة الْغَرِيب. وَقَالَ الْجلَال فِي (الدُّرّ النَّثير) : قَالَ الفارسيُّ: فِيهِ نَظرٌ، والوَجْه أَن يُحْمَل على المُراماة بالحِجارة بحيثُ يَرضَخ بعضَهم رؤُوسَ بَعض.
(و) يُقَال: (هُوَ يَرتَضِخُ لُكْنَةً عَجَميَّةً، إِذا نَشَأَ معَهُم) أَي مَعَ العَجَم يَسيراً. (ثمَّ صَارَ معَ) وَفِي بعض النّسخ إِلى (العَرِب، فَهُوَ يَنزِعُ إِلى العَجَم فِي أَلفاظِ) من أَلفاظهم لَا يستمِرُّ لسانُه على غَيرهَا (ولَو اجْتَهَدَ) . وَفِي حديثِ صُهيبٍ (كانَ يَتَضِخُ لُكْنَةً رُوميَّة، وَكَانَ سَلْمَانُ يَرْتَضِخُ لُكْنَةً فارِسِيَّة، وَكَانَ عَبْدُ بني الحَسحاسِ يَرتضخ لُكْنَةً حَبَشيَّة مَعَ جَوْدَةِ شِعرِه) .
(وتَراضَخْنَا) بالسِّهَام: (تَرَامَيْنَا) . والتَّرَاضُخ تَرامِي القَوْمِ بَينهم بالنُّشَّاب. والحاءُ فِي جَمِيع ذالك لُغة جائزةٌ إِلاَّ فِي الأَكل، وَهُوَ قَوْلهم ظَلُّوا يَتَرَضَّخون أَي يُكَسِّرُون الخُبْزَ فَيأْكلونه ويَتناولونه. وَفِي (الأَساس) : ورأَيتهم يَتَرَضَّحُون الخُبْزَ ويَترصِّخونه. وَعِنْده رَضْخٌ من خُبْز، ووقعَتْ رَضْخةٌ من مَطَرٍ ورِضَاخٌ.
والرَّضِيخة والرُّضَاخة: القَليلُ من العَطِيَّة، وَقيل الرَّضْخُ والرَّضِيخة العَطيّة المُقارِبة، كَمَا فِي (اللّسان) . وكلُّ ذالك مُسْتَدْرك على المصنّف.