قسس
العباب الزاخر للصغاني
قسسالقَسُّ - بالفتح -: تَتَبُّع الشَّيْئِ وطَلَبُه، قال رؤبة:يُصْبِحْنَ عن قَسِّ الأذى غَوافِلا...يَمْشِيْنَ هَوْناً خُرَّداً بَهَالِلالا جَعْبَرِيّاتٍ ولا طَهَامِلاوالقَسُّ: النَّميمَة، قال رؤبة:باعَدَ عَنْكَ العَيْبَ والتَّدْنِيسا...ضَرْحُ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيْسافَحْشَاءَهُ والكَذِبَ المَنْدُوْسا...والشَّرَّ ذا النَّمِيْمَةِ المَقْسُوْساوقال الليث: القَسُّة - بلغة أهل السَّوَاد -: القرية الصغيرة.والقَسُّ والقِسِّيْسُ: رئيس النصارى في الدِّيْن والعِلْمِ، وجمع القَسّ: قُسُوْس، وجمع القِسِّيْس: قِسِّيْسُوْنَ وقَسَاوِسَة وقُسُوْس - أيضاً -، قال الله تعالى:) قِسِّيْسِيْنَ ورُهْبَاناً (. والقَسَاوِسَة على قول الفرّاء: جمعٌ مِثل مَهَالِبَة؛ فَكَثُرَت السِّيْنات فأبْدَلوا من إحداهُنَّ واواً، وأنشد لأُمَيَّةَ ابن أبي الصَّلْتِ الثَّقَفيّ:لو كانَ مُنْفَلِتٌ كانَت قَسَاوِسَةً...يُحْيِيْهم اللهُ في أيْدِيْهم الزُّبُرُوقَسَسْتُ القَوْمَ: آذَيْتُهم بالكلام القَبيح.وقال ابن دريد: قَسَسْتُ ما على العَظْمِ قَسّاً: إذا أكَلْتَ ما عليه من اللَّحْمِ وامْتَخَخْتَه.والقَسُّ - بالفتح -: صاحِب الإبل الذي لا يُفارِقُها.وقال ابن السكِّيت: ناقَةٌ قَسُوْس: إذا ضَجَرَت وساءَ خٌلٌقٌها عند الحَلِب.والقَسُوْس - أيضاً -: التي ترعى وَحْدَها، وقد قَسَّتْ تَقُسُّ.وقال أبو عمرو: القَسُوْس: الناقة التي ولّى لَبَنُها.وقال أبو عُبَيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دابَّتَه: أي يَسُوْقُها.والقَسُّ - أيضاً -: الصَّقيع.وقَسَسْتُ الإبِلَ: أحْسَنْتُ رِعْيَتَها.وليلة قَسِّيَّة: بارِدَة.ودِرْهَم قَسِّيٌّ وقَسِيٌّ - بالتشديد والتخفيف -: أي رديءٌ.والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَل من مِصر يُخالِطُه الحرير، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن لِبْسِ القَسِّيِّ.قال أبو عُبَيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القَسُّ، قال: وقد رأيْتُها، ولم يَعْرِفْها الأصمَعيّ، قال: وأصحاب الحديث يقولونها بكسر القاف وأهل مِصر بالفتح. وقال شَمِر: قال بعضُهم هي القَزِّيُّ، أُبْدِلَتِ الزَّايُ سِيناً، قال ربيعة بن مَقْروم الضَّبِّيُّ يَصِف الظُّعن:جَعَلْنَ عَتيقَ أنْماطٍ خُدُوْراً...وأظْهَرْنَ الكَوادِنَ والعُهُوْناعلى الأحْداجِ واسْتَشْعَرْنَ رَيْطاً...عِراقِيّاً وقَسِّيّاً مَصُوْناويروى: الكَرادِيَ.وقُسُّ بن ساعِدَة بن عمرو بن شَمِرٍ - وقيل: عمرو بن عمرو - بن عَدِيِّ بن مالِك بن أيْدَعَانَ بن النَّمِر بن وائلَة بن الطَّمَثَان بن عَوْذِ مَناةَ بن يَقْدُمَ بن أفْصى بن دُعْمِيِّ بن أياد: الخطيب الحكيم البَليغ الذي يُضْرَب به المَثَل في الفصاحة. ولمّا قَدِمَ وَفْدٌ إيادٍ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلّم - قال لهم: أيُّكُم يَعْرفُ قُسَّ بن ساعِدَة الإيادِيَّ؟ قالوا: كُلُّنا يَعْرفُه، قال: فما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ، قال: يَرْحَم الله قُسّاً؛ إنِّي لأرجو أن يأتي يومَ القِيامَة أُمَّةً وَحْدَه. ومن كلام قَسِّ بن ساعِدَة: أقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً بَرّ إلاّ إثْمَ فيه: ما لِلّهِ على الأرضِ دينٌ هو أًحَبُّ إليه من دين قد أظلَّكم زَمَانُه وأدْرَكَكُم أوانُه، طُوْبى لِمَن أدْرَكَه واتَّبَعَه، ووَيْلٌ لِمَنْ أدْرَكَه فَفَارَقَه. ثُمَّ أنْشَأ يقول:في الذَاهِبِيْنَ الأوَّلِيْ...نَ من القُرُونِ لنا بَصَائرْلَمّا رَأيْتُ مَوارِداً...لِلْمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْورَأيْتُ قَوْمي نَحْوَها...تَمْضي الأصاغِرُ والأكابِرْلا يَرْجِعُ الماضي إلَ...يَ ولا من الباقِيْنَ غابِرْأيْقَنْتُ أنّي لا مَحَا...لَةَ حَيْثُ صارَ القَوْمُ صائرْوقُسُّ النّاطِف: موضِع قريب من الكوفة على شاطئ الفُرات، كانَت عِنْدَهُ وَقْعَة بين الفُرْسِ وبين المُسْلِمين في خلافة عمر - رضي الله عنه -.وقُسَيْس - مُصَغَّراً -: مَوضِع، قال امرؤ القيس:أجَادَ قُسَيْسَاً فالصُّهَاءَ فَمِسْطَحاً...وجَوّاً ورَوّى نَخْلَ قَيْسٍ بن شَمَّراوقُسَاس: جبل لِبَني أسد، قال أوْفى بن مَطَر المازِنيّ:ألا أبْلِغا خُلَّتي جابِراً...بأنَّ خَلِيْلَكَ لم يُقْتَلِتحاوَزْتَ جُمران عن ساعةٍ...وقلتَ قُسَاسٌ من الحَرْمَلِوقال شَمِر: القُسَاس: مَعْدِن الحديد بإِرْمِيْنِيَةَ. والقُسَاسِيّ من السُّيُوف: منسوب إليه، وأنشد:إنَّ القُسَاسِيَّ الذي يَعْصَى بِهِ...يَخْتَضِمُ الدّارِعَ في أثْوَابِهِوقَرَبٌ قَسْقَاسٌ: أي سريع لَيْسَت فيه وَتيرَة.والقَسْقَاس: الدليل الهادي، قال رؤبة:وضُمَّرٍ في لِيْنِهِنًّ أشْرَاسْ...يَحْفِزُها اللَّيلُ وحادٍ قَسْقَاسْوالقَسْقَاس: شِدَّة البَرْد والجوع، قال أبو جُهَيْمَة الذُّهْليّ:أتانا به القَسْقَاسُ ليلاً ودُوْنَهُ...جَرَاثيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ قِفَافُفأطْعَمْتُهُ حتى غَدا وكأنَّهُ...أسيرٌ يُدَاني مَنْكِبَيْهِ كِتَافُوقال أبو عمرو: رِشاءٌ قَسْقَاسٌ: أي جَيِّدٌ.وسَيف قَسْفَاس: إذا كان كَهاماً.والقَسْقَاس: نَبْتٌ، وقال الدِّيْنَوَريّ: ذَكَروا أنَّ القَسْقَاسَ بَقْلَةٌ تُشْبِهُ الكَرَفْسَ، قال:وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ...فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقَاسِولَيْل قَسْقَاس: مُظْلِم. وقال الأزهريّ: ليلة قَسْقَاس: إذا اشْتَدَّ السَّيْرُ فيها إلى الماء، وليس من الظُّلْمَةِ في شيءٍ.وقال أبو زيد: القَسْقَاسَة والنَسْنَاسَة: العَصا. وفي حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ فاطِمَة بنت قيس - رضي الله عنها - أتَتْهُ تَسْتَأذِنْهُ وقد خَطَبَها أبو جَهْمٍ ومُعاوِيَة - رضي الله عنهما -، فقال: أمّا أبو جَهْم فأخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه العصا، وأمّا مُعاوِيَة فَرَجُلٌ أخْلَقُ من المالِ، قالتْ: فَتَزَوَّجْتُ أُسامَة بن زَيد - رضي الله عنه - بعد ذلك. قَسْقَاسَتَهُ: يعني تَحْريكَهُ إيّاها عند الضَّرْب. وكان يَنْبَغي أن يَقولَ: قَسْقَسَتَهُ العصا، وإنّما زِيْدَت الألف لئلاّ تتوالى الحَرَكات، ويُشْبِهُ أن تكونَ العَصا في الحَديثِ تَفْسِيراً للقَسْقاسَة، وفيه وَجْهٌ آخَرُ: وهو أنْ يُرَادَ به كَثْرَةُ الأسْفارِ، يقول: لا حَظَّ لكَ في صُحْبَتِهِ، لأنَّه يُكْثِرُ الظَّعنَ ويُقِلُّ المُقَامَ.والقَسْقَاسُ والقَسْقَسُ - وهو مَقْصُورٌ منه - والقُسَاقِسُ: الأسَدُ.وقال ابن الأعرابي: القُسُسُ - بضمَّتَين -: العُقَلاء.والقُسُس - أيضاً -: السّاقَةُ الحُذّاقُ.والقُسُوْسَة والقِسِّيْسِيَّةِ: مَصْدَر القَسِّ. وفي كتاب النبي - صلى الله عليه وسلّم - لِنَصارى أهْلِ نَجْران: لا يُغَيَّرُ واهِفٌ عن وُهْفِيَّتِه - ويُروى: وِهافَتِه، ويُروى: وافِهٌ عن وُفْهِيَّتِه - ولا قِسِّيْسٌ عن قِسِّيْسِيَّتِه.وقَسَاس - مثال أساس - بن أبي شَمِر بن مَعْدِي كَرِب: شاعِر.وقَسٍّسْتُ الإبِلَ تَقْسِيْساً: مثل قَسَسْتُها قَسّاً: إذا أحْسَنْتَ رِعْيَةَ الإبِلِ.والتَّقَسُّسْ: التَّتَبُّعْ.ويقال تَقَسَّسْتُ أصْواتُهُم باللَّيْل: أي تَسَمَّعْتُها.والقَسْقَسَة: دَلَجُ اللَّيْلِ الدّائبُ.وقَسْقَسْتُ بالكَلْبِ: إذا صِحْتُ بِهِ.وقَسْقَسْتُ العِظامَ: إذا أكَلْتَ ما عليها من اللحم وامْتَخَخْتَه، مثل قَسَسْتُ، لغة يمانيّة.وقَسْقَسَ الشَّيء: حَرَّكه.وقَسْقَسَ: أسْرَعَ، يقال: ما زالَ يُقَسْقِسُ اللَّيْلَةَ كُلّها: إذا أدْأبَ السَّيْرَ.والتركيب يدل على تَتَبُّع الشيء، وقد يشِذُّ عنه ما يُقارِبُه في اللَّفْظ.