نبغ
لسان العرب لابن منظور
نبغ: نَبَغَ الدَّقِيقُ من خَصاصِ المُنْخُلِ يَنْبُغُ: خَرَجَ، وتقول: أَنْبَغْتُه فَنَبَغَ. ونَبَغَ الوِعاءُ بالدَّقِيقِ إذا كان دَقِيقاً فَتَطايَرَ من خَصاصِ ما رَقَّ منه. ونَبَغَ الماءُ ونَبَعَ بمعنى واحد. ونَبَغَ الرجل يَنْبَغُ ويَنْبُغُ ويَنْبِغُ نَبْغاً: لم يكن في إرْثِه الشِّعْرُ ثم قال وأَجادَ؛ ومنه سمي النَّوابِغ من الشُّعراء نحو الجَعْديّ والذُّبْياني وغيرهما؛ وقالت ليلى الأَخْيَلِيّة: أَنابِغَ، لمْ تَنْبَغْ ، ولم تَكُ أَوّلا ، وكنتَ صُنَيّاً بَيْنَ صَدَّيْن مَجْهَلا (* قوله «مجهلا» تقدم في مادة صدد ضبطه بضم الميم تبعاً لما في غير موضع من الصحاح.) ونَبَغَ منه شاعِرٌ: خَرَجَ. ونَبَغَ الشيءُ: ظَهَرَ . ونَبَغَ فيهم النِّفاقُ إذا ظهر بعدما كانوا يُخْفونه منه. ونَبَغَت المَزادةُ إِذا كانت كتُوماً فصارت سَرِبةً. وفي حديث عائشة في أَبيها، رضي الله عنهما: غاضَ نَبْغَ النِّفاقِ والرِّدَّةِ أَي نَقَصه وأَهْلَكَه وأَذْهَبَه. والنابغةُ: الشاعرُ المعْروف، سمي بذلك لظهوره؛ وقيل: سماه به زيادُ بن معاوية لقوله: وحَلَّتْ في بَني القَيْنِ بن جَسْرٍ ، وقد نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ والهاء للمبالغة، وقد قالوا نابغة؛ قال الشاعر: ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه، عليه صَفِيحٌ من تُرابٍ مُوَضَّع قال سيبويه: أَخْرَجَ الأَلف واللام وجُعِلَ كواسِط. التهذيب: وقيل إن زياداً قال الشعر على كِبَرِ سنه ونَبَغَ فسمي النابغةَ؛ وقول الشاعر: ومَهْمَهةٍ صَخِبٍ هامُها ، نَوابِغُها ضَحْوةً تَضْبَحُ قيل: النوابِغُ إناثُ الثَّعالِب. قال الأَزهري: ولا أَعْرِفُ الشِّعْر. ويقال: نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا خرَجَ بطَبْعِه. ويقال لهِبْرِيةِ الرأْس: نُبّاغُه ونُبّاغَتُه؛ قال: وقول ليلى: أَنابِغَ، لم تَنْبُغْ ، ولم تَكُ أَوّلا هو من قولهم نَبَغَ فلان بِتُوسِه إِذا أَظْهَرَ خُلُقَه وترك التَّخَلُّقَ، فكان مَعْناها أَنه ظهر لُؤْمُكَ الذي كنت تكْتُمُه ولم يَنْفَعْك تَخَلُّقُكَ بغير خُلُقِكَ الذي طُبِعْتَ عليه. وتَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ إذا يَبِسَتْ فخرج منها مثلُ الدقيق.