مهق

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
مهـق
المَهَق، مُحرّكة: خُضرَةُ الماءِ، وَبِه فسّر الجوْهريُّ قولَ رؤبة:حتّى إِذا كرَعْنَ فِي الحَوْمِ المَهَقْ وبَلَّ نضْحُ الماءِ أعْضادَ اللَّزَقْ وَقَالَ غيرُه: هُوَ البَياضُ. وَفِي صِفَتهِ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ أزهَرَ، وَلم يكُن بالأبيَض الأمهَق. قَالَ أَبُو عُبَيد: الأمْهَقُ: الأبيضُ الشّديدُ البَياض الَّذِي لَا يُخالِطُه أَي: بياضَه شيءٌ من حُمْرَة، وليسَ بنيّر، لكنّه كالجِصّ أَو نحوِه. يَقُول: فليسَ هُوَ كذلِك، بل إنّه كَانَ نيِّرَ الْبيَاض، صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم. والمَهيقُ، كأمير: الأثَرُ الملْحوبُ. وَأَيْضًا: الأرضُ البَعيدةُ. قَالَ أَبُو دُوادٍ يصِفُ فرسا:
(لَهُ أثرٌ فِي الأرضِ لحْبٌ كأنّه...نبيثُ مَساحٍ منْ لِحاءِ مَهيقِ)
قَالُوا: أَرَادَ باللِّحاء: مَا قُشِرَ من وجْه الأرضِ. وتمهّقَ الشّرابَ: شرِبَه ساعَةً بعدَ ساعَة. وَمِنْه قولُهم: ظلّ يتمهّقُ شكْوَتَه، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ الأصْمعيّ: هُوَ يتمهّقُ الشّرابَ تمهُّقاً: إِذا شرِبَه النّهارَ أجمع، زَاد أَبُو عمْرو: سَاعَة بعد ساعَة. قَالَ: ويُقال ذَلِك فِي شُرْبِ اللبنِ، وأنشدَ للكُمَيْت:
(تمهَّقَ أخلافَ المَعيشَةِ بينَهم...رِضاعٌ وأخْلافُ المَعيشةِ حُفَّلُ)
والتّمْهيقُ: الرَّضاعُ المُخَرْفَجُ عَن ابنِ عبّاد. والخيْلُ تمْهَقُ، كتَمْنَع أَي: تعْدو، نقَلَه الصَّاغَانِي عَن ابنِ فارِس. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المَهَقُ، كالمَرَهِ. وامرأةٌ مهْقاءُ: تَنِفي عيْناها الكُحْلَ، وَلَا تنْقِي بياضَ جِلْدِها، عَن ابنِ الأعرابيّ. وَقيل: هُوَإِذا كَانَت كريهَةَ البَياض، غيْرَ كحْلاءِ العَينَين. وَقَالَ ابنُ فارِس فِي قولِهم: عينٌ مهْقاءُ: يَنْبَغِي فِي القِياس أَن تكون الشّديدةَ البَياض، إِلَّا أنّهم يَقُولُونَ: هِيَ المُحْمَرّة المأْقي. وشرابٌ أمْهَقُ: لونُه لوْنُ الأمْهَقِ من الرِّجال. ومهَقَ فصيلَه: أرواهُ، عَن ابنِ عبّاد.