خفت

لسان العرب لابن منظور
خفت: الخَفْتُ والخُفاتُ: الضَّعْفُ من الجوع ونحوه؛ وقد خُفِتَ. والخُفوتُ:ضَعْفُ الصَّوْت من شِدَّة الجوع؛ يقال: صوت خَفيضٌ خَفيتٌ. وخَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سَكَنَ؛ ولهذا قيل للميت: خَفَتَ إِذا انقطع كلامُه وسكت، فهو خافِتٌ. والإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إِذا اجتَرَّتْ. والمُخافَتةُ: إِخْفاءُ الصَّوْتِ. وخافَتَ بصوته: خَفَّضَه. وفي حديث عائشة، قالت: ربما خَفَتَ النبيُّ، صلى اللَّه عليه وسلم، بقراءَته، وربما جَهَر. وحديثها الآخر: أُنْزِلَتْ «ولا تَجْهَرْ بصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها» في الدُّعاء، وقيل في القراءَة؛ والخَفْتُ: ضِدُّ الجَهْرِ. وفي حدديث صلاة الجنازة: كان يقرأُ في الأُولى بفاتحة الكتاب مُخافَتَةً، هو مفاعَلة منه. وفي حديثها الآخر، نَظَرَتْ إِلى رجل كادَ يموتُ تَخافُتاً، فقالتْ: ما لهذا؟ فقيل: إِنه من القُرَّاء. التَّخافُتُ: تَكَلُّف الخُفُوتِ، وهو الضَّعْفُ والسُّكونُ، وإِظهارُه من غير صحة. وخافَتَت الإِبلُ المَضْغَ: خَفَتَتْه. وخَفَتَ صوته يَخْفِتُ: رَقَّ. والمُخافَتَةُ والتَّخافُتُ: إِسْرار المَنْطِقِ، والخَفْتُ مثله؛ قال الشاعر: أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ، وشَتَّانَ بين الجَهْر والمَنْطِقِ الخَفْتِ الليث: الرجل يُخافِتُ بقراءَته إِذا لم يُبَيِّنُ قراءَته برفع الصوت. وفي التنزيل العزيزي: ولا تَجْهَرْ بصلاتك ولا تُخافِتْ بها. وتَخافَتَ القومُ إِذا تشاوَرُوا سِرّاً. وفي التنزيل العزيز: يَتَخافَتُونَ بينهم إِنْ لَبِثْتم إِلاَّ يوماً. وخَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً: ماتَ. والخُفات: مَوْتُ البَغْتة؛ قال الجعدي: ولَسْتُ، وإِن عَزُّوا عليَّ، بهالِكٍ خُفاتاً، ولا مُسْتَهْزِمٍ ذاهبِ العَقْلِ قال أَبو عمرو: خُفاتاً: فَجْأَةً. مُسْتَهْزِم: جَزوع. ويقال: خَفَتَ من النُّعاس أَي سَكَن. قال أَبو منصور: معنى قوله خُفاتاً أَي ضَعْفاً وتَذَلُّلاً. ويقال للرجل إِذا ماتَ: قد خَفَتَ أَي انقطع كلامه. وخَفَتَ خُفاتاً أَي مات فَجأَةً؛ ويقال منه: زَرْعٌ خافِتٌ أَي كأَنه بقي، فلم يَبْلُغْ غايةَ الطُّولِ. وفي حديث أَبي هريرة: مَثَلُ المؤْمن الضعيف، كَمَثل خافِتِ الزرْعِ، يَميلُ مرَّةً ويَعْتَدِلُ أُخرى؛ وفي رواية: كمثل خافِتَةِ الزرعِ. الخافِتُ والخافِتَةُ: ما لانَ وضَعُفَ من الزرع الغَضِّ، ولُحُوق الهاءِ على تأْويل السُّنْبلة، ومنه خَفَتَ الصوتُ إِذا ضَعُفَ وسَكَنَ؛ قال أَبو عبيد: أَراد بالخافِتِ الزرعَ الغَضَّ اللَّيِّنَ؛ ومنه قيل للمَيْتِ: قد خَفَتَ إِذا انقطع كلامه؛ وأَنشد: حتى إِذا خَفَتَ الدُّعاءُ، وصُرِّعَتْ قَتْلى، كمُنْجَدِعٍ من الغُلأَّنِ والمعنى: أَن المؤْمنَ مُرَزَّأ في نفسه وأَهله وماله، مَمْنُوٌّ بالأَحْداثِ في أَمر دنياه. ويروى: كَمَثل خافَةِ الزَّرْع. وفي الحديث: نومُ المؤْمنِ سُباتٌّ، وسَمْعُه خُفاتٌ أَي ضعيف لا حِسَّ له. ومنه حديث مُعَاوية وعمرو بن مسعود: سَمْعُه خُفاتٌ، وفَهمُه تاراتٌ. أَبو سعيد: الخافِتُ السحاب الذي ليس فيه ماءٌ، قال: ومثل هذه السحابة لا تَبْرَحُ مكانها، إِنما يسير، من السحابِ، ذو الماءِ؛ قال: والذي يُومِضُ لا يكاد يسير؛ وروى الأَزهري عن ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده:بضَرْبٍ يُخَفِّتُ فَوَّارهُ، وطَعْنٍ تَرى الدَّمعَ منه رَشِيشا إِذا قَتَلوا منكُمُ فارِساً، ضَمِنَّا له خَلْفَه أَن يَعِيشا يقول: نُدْرِكُ بثأْره، فكأَنه لم يُقْتَلُ. ويُخَفِّتُ فَوَّارهُ أَي أَنه واسع، فَدَمه يسيل. ابن سيده وغيره: والخَفُوت من النساء المهزولة؛ عن اللحياني، وقيل: هي التي لا تَكاجُ تَبِينُ من الهُزال؛ وقيل: هي التي تَسْتَحْسِنُها ما دامتْ وَحْدَها، فإِذا رأَيتها في جماعة من النساء، غَمَزْتَها. الليث: امرأَة خَفُوتٌ لَفُوتٌ؛ فالخَفُوتُ التي تأْخُذُها العينُ ما دامتْ وَحْدَها، فَتَقْبَلُها، فإِذا صارتْ بين النساءِ، غَمَزَتْها؛ واللَّفُوتُ التي فيها التِواءٌ وانْقِباضٌ؛ قال أَبو منصور: ولم أَسمع الخَفُوتَ في نَعْتِ النساء لغير الليث. والخُفْتُ: السَّذابُ، بضم الخاءِ وسكون الفاءِ، لغة في الخُتْفِ.