كفر

مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ
[كفر]نه: فيه: لا ترجعن بعدي "كفارا" يضرب بعضكم رقاب بعض، قيل: أراد لابسي السلاح، من كفر فوق درعه- إذا لبس فوقها ثوبًا، كأنه أراد بذلك النهي عن الحرب، وقيل معناه لا تعتقدوا تكفير الناس، كفعل الخوارج إذ استعرضوا الناس فيكفرونهم. ك: ويضرب بالرفع والجزم، أي كالكفار، أو هو تغليظ. ط: يضرب- بالرفع على الشهور استئناف، ويجزم بالجواب. نه: من قال لأخيه: يا "كافر" فقد باء به أحدهما، لأنه إن صدق عليه فهو كافر، وإن كذب عاد الكفر إليه، أي كفر بفرع من فروع الإسلام ولا يخرج عن أصل الإيمان. ط: وإن كذب واعتقد بطلان الإسلام رجعت إلى القائل، وكذا إن استحله وإلا فمجرد تكفيره فسق لا يوجب الكفر. ن: قال لأخيه: كافر- بالتنوين، خبر محذوف أي هو كافر- ومر في باء. نه: وح ابن عبا: قيل له: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم "الكافرون"" قال: هم كفرة وليسوا كمن كفر بالله وباليوم الآخر. ومنه: إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأنزل "وكيف "تكفرون" وأنتم تتلى عليكم آيات الله" ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة والمودة. ومنه: إذا قال: أنت لي عدو، فقد "كفر" أحدهما بالإسلام، أراد كفر نعمته، لأن الله ألف بينهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فمن لم يعرفها فقد كفرها. وح: من ترك قتل الحيات خشية الثأر-فقد "كفر"، أي كفر النعمة. غ: هو الكفر بفرع من الفروع كالقدر ونحوه، ولا يخرج به عن الإسلام. نه: ومثله: من أتى حائضًا فقد "كفر". وح الأنواء: إن الله ينزل الغيث فيصبح قوم به "كافرين" يقولون: مطرنا بنوء كذا، أي كافرين بذلك دون غيره. وح: فرأيت أكثر أهلها النساء "لكفرهن"، أي جحدهن إحسان أزواجهن. ن: قال: "بكفر" العشير، بموحدة جارة وضم كاف. نه: وح: سباب المسلم فسوق وقتاله "كفر". ومن رغب عن أبيه فقد "كفر"، ومن ترك الرمي فنعمة "كفرها"، وأصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه. وفي ح الردة: و"كفر" من "كفر" من العرب، أصحاب الردة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين: إحداهما أصحاب مسيلمة والأسود الذين آمنوا بنبوتهما، والأخرى طائفة ارتدوا عن الإسلام وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية، واتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم، واستولد علي منهم أم ابن الحنفية، ثم أجمع الصحابة على أن المرتد لا يسبي، والصنف الثاني لم يرتدوا عن الإيمان ولكن أنكروا فرض الزكاة وزعموا أن "خذ من أموالهم صدقة" خطاب خاص بزمانه صلى الله عليه وسلم، ولذا اشتبه على عمر قتالهم لإقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أبو بكر على قتالهم فتابعه الصحابة، لأنهم كانوا قريبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ فلم يقروا عليه وهم أهل بغي، فنسبوا إلى أهل الردة حيث كانوا في زمانهم فانسحب عليهم اسمها، فأما بعد ذلك فمن أنكر فرضية أحد أركان الإسلام كفر بالإجماع. ك: وكانوا متأولين في منع الزكاة بأنه صلى الله عليه وسلم يصلي عليهم وكان سكنًا لهم ويطهرهم، وقد فات ذلك بموته صلى الله عليه وسلم، وكان مناظرة الشيخين فيهم لا فيمن كفر، فذكر كفر من كفر وقع اتفاقًا، أو أطلق الكفر عليهم تغليظًا- ومر في فرق. ط: حمل عمر "إلا بحقه" على غير الزكاة فأجاب الصديق بتعميم الحق لها، أو يقال: ظن عمر أن المقاتلة لكفرهم، فأجاب الصديق بأنه للمنع، قوله: ما هو إلا أن رأيت، أي ليس الأمر شيئًا من الأشياء إلا علمي بأن الصديق محق. نه: وفيه: "لا تكفر" أهل قبلتك، أيلا تدعهم كفارًا ولا تجعلهم كفارًا بقولك وزعمك. ومنه: لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقهم "فتكفروهم"، لأنه ربما ارتدوا إذا منعوا عن الحق. وفيه: تمتعنا معه صلى الله عليه وسلم ومعاوية "كافر" بالعرش، أي بيوت مكة قبل إسلامه، أو معناه أنه مقيم مختبئ بمكة، لأن التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة ومعاوية أسلم عام الفتح، أو هو من التكفير: الذل والخضوع. ن: هو من اكتفر- إذا لزم الكفور، أي القرى البعيدة الأنصار، أو من الكفر بالله، والمراد من المتعة عمرة القضاء وكان حينئذ كافرًا. نه: وفي ح عبد الملك: كتب إلى الحجاج: من أقر "بالكفر" فخل سبيله، أي بكفر من خالف بني مروان وخرج عليهم. ومنه ح الحجاج: عرض عليه رجل ليقتله، فقال: أرى رجلًا لا يقر اليوم "بالكفر"، فقال: عن دمي تخدعني! إني "أكفر" من حمار، وحمار رجل كان في الزمان الأول كفر بعد الإيمان فصار مثلًا. وفيه: واجعل قلوبهم كقلوب نساء "كوافر"، هي جمع كافرة يعني في التعادي والاختلاف، والنساء أضعف قلوبًا من الرجال لاسيما إذا كن كوافر. وفيه: إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها "تكفر" اللسان، أي تذل وتخضع، والتكفير هو أن ينحني الإنسان ويطاطئ رأسه قريبًا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم أحد. ط: فأنا بك، أي نستقيم بك ونعوج بك. نه: ومنه ح النجاشي: رأى الحبشة يدخلون من خوخة "مكفرين" فولاه ظهره ودخل. وفيه: يكره "التكفير" في الصلاة، وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع. وفي ح قضاء الصلاة: "كفارتها" أن تصليها إذا ذكرتها، وهي فعلة أو خصلة من شأنها أن تكفر الخطيئة أي تسترها وتمحوها، أي لا يلزم في تركها غير قضائها من غرم أو صدقة كما يلزم مفطر رمضان وتارك نسك في حج. ط: ومنه: الموت "كفارة" لكل مسلم، لما يلقاه في مرضه من آلام وأوجاع وشدائد. نه: ومنه ح: المؤمن "مكفر"، أي مرزأ في نفسه وماله لتكفر خطاياه. وفيه: لا تسكن "الكفور" فإنساكن الكفور كساكن القبور، والكفور ما بعد من الأرض عن الناس فلا يمر به أحد. غ: يعني القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب والبدع إليهم أسرع. نه: وأهل الشام يسمون القرية "الكفر". ومنه ح: عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده "كفرًا كفرًا"، أي قرية قرية. ومنه ح: أهل "الكفور" هم أهل القبور، أي هم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات. وح: لتخرجنكم الروم منها "كفرًا كفرًا". و"الكافور" اسم كنانة النبي صلى الله عليه وسلم تشبيهًا بغلاف الطلع وأكمام الفواكه، لأنها تسترها وهي فيها كالسهام في الكنانة. وفيه: هو الطبيع في "كفراه"، هو لب الطلع، وكفراه- بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها مقصور، وهو وعاء الطلع وقشره الأعلى وكذا كافوره، وقيل: هو الطلع حين ينشق، ويشهد للأول قوله: قشر الكقري. ك: الكفر والكفري: الطلع. غ: الليل "كافر": يغطي بظلمته كل شيء، والزارع "كافر": يغطي البذر. و"ما "أكفره"" ما أجحده. "وأنت من "الكافرين"" أي لنعمتي. والكفر: تغطية نعماء الله بالجحود. ك: لا "أكفر" حتى يميتك الله، كني به عن عدم الكفر أبدًا، لأنه بعد البعث غير ممكن. وح: العمرة إلى العمرة "كفارة" لما بينهما، الظاهر أن المكفرة هي الأولى لأنها مبتدئة، ولكن الظاهر معنى أنها الثانية، فإن التكفير قبل وقوع الذنب غير ظاهر، واستشكل كونها كفارة مع أن اجتناب الكبائر كاف! وأجيب بأن تكفير العمرة مقيد بزمنها وتكفير الاجتناب عام. ن: كانت "كفارة" لما قبلها ما لم يؤت كبيرة، أي مكفر الذنوب كلها غير الكبائر، ولا يريد اشتراط الغفران باجتنابها، وفي تعليقي للترمذي: لابد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة، وفي الكبائر من التوبة، ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان، فإذا تكرر يغفر بأولها الصغائر، وبالبواقي يخفف عنالكبائر، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات. ك: "كفارة" المرض- بالإضافة البيانية، قوله: "من يعمل سوءًا يجز به" مناسبته للكفارة أن من يعمل سوءًا أي معصية يجز به فيغفر له بسببه. وح: وأخاف "الكفر"- مر في ولا أعتب. ن: "كفارة" النذر "كفارة" اليمين، هو محمول على جميع أنواع النذر فيخير بين الوفاء بالنذر وبين الكفارة أو على النذر على معصية أو غيرهما- أقوال. وح: فهل "يكفر" عنه أن أتصدق عنه، أي هل تكفر صدقتي عنه سيئاته. وح: صيام عرفة "يكفر" السنة قبلها وبعدها، أي صغائر السنتين. وح: اثنان هما "كفر" الطعن في الأنساب، أي من خلال الكفار، أو يؤدي إلى الكفر. وح: فأولئك أعداء "الكفرة"، إن استحلوه، وإلا ففعلهم فعل الكفرة. وح: فاقتتلوا و"الكفار"- بالنصب، أي مع الكفار. ط: "كفارة" الغيبة أن تستغفر له، في الطحاوي أن يكفي الندم والاستغفار، وإن بلغته فالطريق أن تستحل منه، فإن تعذر بموته أو لبعده فالاستغفار، وهل يشترط بيان ما اغتاب به وجهان. وح: حدا لم يأته فإن "كفارته" أن يعتقه، لم يأته- نعت حد أي لم يأت موجبه، وأجمعوا على أن عتقه ليس بواجب لكفارة بل مندوب. غ: سئل الأزهري عمن يقول بخلق القرآن أتسميه "كافرا"؟ قال: الذي يقوله "كفر"، فقال في المرة الثالثة: قد يقول المسلم "كفرًا". كنز "فمنكم "كافر" ومنكم مؤمن" قدم الكافر لكثرتهم. ز: قلت: وقد يستأنس به لما اشتهر في الهند من قولهم: هندو مسلمان را سلامتي بادا. وظني أنه قول غير مستحسن- والله أعلم.