كبر

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
كبر
كبُرَ الرَّجُل، ككَرُم، يَكْبُر كِبَراً، كَعِنَبٍ، وكُبْراً بالضَّم، وكَبارةً، بِالْفَتْح: نَقيضُ صَغُرَ، فَهُوَ كَبيرٌ وكُبَّارٌ، كرُمَّان، إِذا أَفْرَط، ويُخَفَّف، وَهِي بهاءٍ، ج كِبارٌ، بِالْكَسْرِ، وكُبَّارون، مُشَدَّدة، أَي مَعَ ضمِّ الكافِ، ومَكْبُوراء، كمَعْيوراءَ ومَشْيوخاء. والكابِر: الكَبيرُ، وَمِنْه قولُهم: سادوكَ كابِراً عَن كابِرٍ، أَي كَبيراً عَن كَبيرٍ، فِي المجْد والشَّرَف. وكَبَّرَ تَكْبِيراً وكِبَّاراً، بالكَسْر مشدَّدةً وَهِي لُغة بَلْحَارِث بن كَعْبٍ وكَثير من الْيمن، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِي.: قَالَ: الله أَكْبَرُ، قَالَ الأزهريُّ: وَفِيه قَولَانِ: أحدُهُما أنَّ مَعْنَاهُ، الله كَبيرٌ، فَوَضَع أَفْعَلَ مَوْضِع فَعيل، كَقَوْلِه تَعَالَى: هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه أَي هُوَ هَيِّن عَلَيْهِ، والقولُ الآخَر: أنَّ فِيهِ ضَميراً: المَعْنى: اللهُ أَكْبَرُ كَبيرٍ. وَكَذَلِكَ الله الأعَزُّ: أَي أَعَزُّ عزيزٍ.
وَقيل: مَعْنَاهُ: الله أَكْبَرُ من كلِّ شيءٍ، أَي أَعْظَم، فحُذِف لوضوح مَعْنَاهُ. وأَكْبَرُ خبرٌ، والأَخبارُ لَا يُنْكَر حَذْفُها.
وَقيل: مَعْنَاهُ: اللهُ أَكْبَرُ من أنْ يُعرَف كُنْهُ كِبْريائِه وعَظَمَتِه، وَإِنَّمَا قُدِّرَ لَهُ ذَلِك وأُوِّلَ لأنَّ أَفْعَل فَعْلَىيَلْزَمهُ الألفُ واللامُ أَو الإضافةُ، كالأَكْبَرِ، وأَكْبَر القَوْمِ. وقولُهم: اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً، مَنْصُوبٌ بإضمارِ فِعْلٍ، كأنَّه قَالَ: أُكَبِّرُ تَكْبِيراً، فَقَوله كَبيراً بِمَعْنى: تَكْبِيراً، فأَقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ الْحَقِيقِيّ. كَبَّرَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ كَبيراً. واسْتَكْبَرَه وأَكْبَره: رَآهُ كَبيراً وعَظُمَ عِندَه، عَن ابْن جنِّي. وكَبِرَ الرجلُ، كفَرِحَ، يَكْبَرُ كِبَراً، كَعِنَب، ومَكْبِراً، كَمَنْزِلٍ، فَهُوَ كَبيرٌ: طَعَنَ فِي السِّنِّ، من الناسِ والدَّوابِّ. فعُرِف من هَذَا أنَّ فِعْلَ الكِبَرِ بمَعْنى العَظَمة ككَرُمَ، وبِمَعنى الطَّعْنِ فِي السِّنِّ كفَرِح، وَلَا يجوزُ استِعمالُ أحدِهما فِي الآخَرِ اتِّفَاقًا، وَهَذَا قد يَغْلَطُ فِيهِ الخاصَّةُ فضلا عَن العامَّة. وَكَبَرَه بسَنَةٍ، كنَصَرَ: زادَ عَلَيْه، وَفِي النّوادرِ لابنِ الأَعرابيِّ: مَا كَبَرَني إلاَّ بسَنَة، أَي مَا زَاد عَلَيَّ إلاَّ ذَلِك. يُقَال: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ، بِالْفَتْح، ومَكْبَرَةٌ، وتُضَمُّ باؤُها، ومَكْبِرٌ، كَمَنْزِلٍ، وكِبَرٌ، كَعِنَب، إِذا أسَنَّ، وَمِنْه قَوْلهم: الكِبَرُ عِبَرٌ. وَهُوَ كُبْرُهُم، بالضَّمِّ، وكِبْرَتُهم، بالكَسْر، وإِكْبِرَّتُهم، بِكَسْرِ الهَمْزة والباءِ وفَتْحِ الرَّاءِ مُشَدَّدة وَقد تُفْتَحُ الهمزةُ، وكُبُرُّهُم وكُبُرُّتُهم، بالضَّمَّات مُشَدَّدتَيْن، الأَخير، قَالَ الأزهريُّ: هَكَذَا قَيَّدَه أَبُو الهَيْثَم بخطِّه. أَي أَكْبَرُهم فِي السِّنِّ أَو الرِّياسَة، أَو أَقْعَدُهُم بالنَّسَب، وَهُوَ أَن يَنْتَسِبَ إِلَى جَدِّه الْأَكْبَر بآباءَ أقلَّ عَدَدَاً من بَاقِي عَشيرتِه. وَفِي الصِّحَاح: كِبْرَةُ وَلدِ أَبَوَيْه، إِذا كَانَ آخِرَهُم، يَسْتَوِي فِيهِ الواحدُ والجمعُ، والمذكَّرُ والمؤنث، فِي ذَلِك سواءٌ، فَإِذا كَانَ أقعدَهم فِي النَّسَب قيل: هُوَ أَكْبَرُ قَوْمِهِ وإكْبِرَّةُ قَوْمِه،بوزْن إِفْعِلَّة، والمرأةُ فِي ذَلِك كالرَّجلِ، وَقَالَ الكسائيُّ: هُوَ عِجْزَةُ وَلَد أَبَوَيْه: آخِرُهم، وَكَذَلِكَ كِبْرة وَلَدِ أَبَوَيه،)
أَي أَكْبَرهُم، وروى الإياديّ عَن شَمِر قَالَ: هَذَا كِبْرَةُ ولدِ أَبَوَيهِ، للذَّكَر والأُنثى، وَهُوَ آخِرُ ولد الرجل، ثمَّ قَالَ: كِبْرَةُ ولدِ أَبِيه مثل عِجْزَة. قَالَ الأزهريّ: وَالصَّوَاب أنَّ كِبْرَةَ ولدِ أَبِيه أَكْبَرهُم، وأمّا آخِرُ ولدِ أَبِيه فَهُوَ العِجْزَة. وَفِي الحَدِيث: الوَلاءُ للكُبْرِ، أَي لأَكْبَرِ ذُرَّيَّةِ الرّجل، وَفِي حَدِيث آخَر: أنَّ العبَّاسَ كَانَ كُبْرَ قَوْمِه لأنَّه لم يَبْقَ من بني هاشِم أَقْرَب مِنْهُ إِلَيْهِ، وَفِي حَدِيث الدَّفْن: ويُجعَلُ الأَكْبَرُ ممَّا يَلِي القِبْلَة أَي الأَفْضَل، فإنْ استَوَوْا فالأَسَنّ وأمّا حديثُ ابنِ الزُّبَيْر. وهَدْمِه الكَعبة: فلمَّا أبرزَ عَن رَبَضِه دَعَا بكُبْرِه فَهُوَ جمع أَكْبَر، كأَحْمَر وحُمْر، أَي بمشايخه وكُبَرائه. وكَبُرَ الأَمرُ، كصَغُرَ، كِبَراً وكَبَاَرةً: عَظُمّ، وكلُّ مَا، جَسُمَ فقد كَبُرَ. والكِبْرُ، بالكَسْر: مُعْظَم الشَّيء، وَبِه فسَّر ثعلبٌ قولَه تَعَالَى: وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنهُم لهُ عذابٌ عَظيم يَعْنِي مُعظَم الإِفك. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: كِبْرُ الشَّيءِ: مُعظَمُه، بالكَسْر، وَأنْشد قولَ قَيْسِ بنِ الخَطيم:
(تَنامُ عَن كِبْرِ شَأْنِها فَإِذا...قامَتْ رُوَيْداً تكادُ تَنْغَرِفُ)
الكِبْرُ: الرِّفْعَة والشَّرَفُ، ويُضَمُّ فيهمَا، قَالَ الفرَّاء: اجْتمع القُرّاء على كسر الْكَاف فِي كِبْرَهُ وَقرأَهَا حُميْدٌ الأعرَج وَحْدَه كُبْرَه بالضَّمِّ وَهُوَ وَجْهٌ جيِّد فِي النّحو، لأنَّ الْعَرَب تَقول: فلانٌ تَولَّىعُظْمَ الْأَمر، يُرِيدُونَ أَكْثَره. وَقَالَ ابنُ اليَزيديّ: أظنُّها لُغةً. وَقَالَ الأزهريُّ: قَاس الفَرَّاء الكُبْر على العُظْم، وكلامُ العربِ على غَيْرِه. وَقَالَ الصَّاغَانِي: وكُبْرُ الشَّيءِ، بالضمِّ، مُعظَمُه. وَمِنْه قراءةُ يَعْقُوب وحُميْد الْأَعْرَج وَالَّذِي تَوَلَّى كُبْرَه وعَلى هَذِه اللُّغَة أنْشد أَبُو عَمْرو قَوْلَ قَيْسِ بن الخَطيم السّابق. الكِبْرُ: الإثْم، وَهُوَ من الكَبيرة، كالخِطْءِ من الخَطيئة. وَفِي المُحكَم: الكِبْر: الإثْم الكَبير كالكِبْرَة، بالكَسْر، التَّأْنِيث على المُبالَغة. الكِبْر: الرِّفْعَة فِي الشَّرَف. الكِبْر: العَظَمَة والتَّجَبُّر، كالكِبْرِياء، قَالَ كُراع: وَلَا نَظير لَهُ إلاَّ السِّسيمياء: الْعَلامَة، والجِرْبِياء: الرِّيح الَّتِي بَين الصَّبا والجَنوب، قَالَ: فأمَّا الكيمياءُ فكلمة أحسبها أعجميّة. وَقَالَ ابنُ الْأَنْبَارِي: الكِبْرِياء: المُلْك فِي قَوْله تَعَالَى: وتَكونَ لكُما الكِبْرِياءُ فِي الأرضِ أَي المُلْك.
وَقد تَكَبَّر واسْتَكْبَر وتَكابَر، وَقيل: تَكَبَّر من الكِبْرِ، وتَكابَر من السِّنِّ. والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار: التَّعَظُّم. وَقَوله تَعَالَى: سَأَصْرِفُ عنْ آياتيَ الذينَ يَتَكَبَّرونَ فِي الأَرْض بِغَيْرِ الحقِّ. قَالَ الزَّجَّاج: معنى يتكبَّرون أنَّهم يَرَوْن أنَّهم أفضلُ الخَلْق، وأنّ لَهُم منَ الحقِّ مَا لَيْسَ لغَيرهم، وَهَذِه لَا تكون إِلَّا لله خاصَّة، لِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُوَ الَّذِي لَهُ القُدْرَة والفَضل الَّذِي لَيْسَ لأحد مثله وَذَلِكَ الَّذِي يَستحِقُّ أَن يُقال لَهُ المُتَكَبِّر، وَلَيْسَ لأحدٍ أَن يتَكَبَّر، لأنَّ النَّاس فِي الْحُقُوق سواءٌ، فَلَيْسَ لأحد مَا لَيْسَ لغيره، وَقيل: إنَّ يتَكَبَّرون هُنَا من الكِبَرِ لَا من الكِبْرِ، أَي يَتَفَضَّلون ويَرَوْن أنّهم أفضلُ الخَلْق.وَفِي البصائر للمصنّف: الكِبْر والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار مُتَقَارِبَة، فالكِبْرُ: حالةٌ يتخصّص بهَا الْإِنْسَان من إعجابه بِنَفسِهِ، وَأَن يرى نفسَه أَكْبَر من غَيره، وَأعظم الكِبْر التَّكَبُّر على الله بالامتناع عَن قبُول الحقّ. والاسْتِكْبار على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن يَتَحَرَّى الإنسانُ ويَطْلُبُ أَن يكونَ كَبِيرا، وَذَلِكَ مَتى كَانَ على مَا يَجِب، وَفِي الْمَكَان الَّذِي) يَجِبْ، وَفِي الْوَقْت الَّذِي يَجِبْ، فَهُوَ مَحْمُود، وَالثَّانِي: أَن يَتَشَبَّع فيُظهِر من نَفْسِه مَا لَيْسَ لَهُ، فَهَذَا هُوَ المَذْموم، وَعَلِيهِ وَرَدَ الْقُرْآن وَهُوَ قَوْله تَعَالَى أَبى واسْتَكْبَر وَأما التَّكَبُّر فعلى وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن تكونَ الأَفعالُ الحسَنةُ كَبيرةً فِي الْحَقِيقَة، وزائدةً على محَاسِن غَيْرِه، وعَلى هَذَا قولُه تَعَالَى: العَزيزُ الجبَّارُ المُتَكَبِّر وَالثَّانِي: أَن يكون مُتَكَلِّفاً لذَلِك مُتَشَبِّعاً، وَذَلِكَ فِي عامّة النَّاس، نَحْو قَوْله تَعَالَى يَطْبَعُ اللهُ على كلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار وكل من وُصِف بالتكبُّر على الْوَجْه الأول فمحمود، دون الثَّانِي، ويدلُّ على صِحَة وَصف الْإِنْسَان بِهِ قَوْله تَعَالَى: سَأَصْرِفُ عَن آياتي الَّذين يَتَكْبِرونَ فِي الأرضِ بِغَيْرِ الحقِّ والتَّكَبُّر على المُتَكَبِّر صَدَقَة. والكِبْرِياء: التَّرَفُّع عَن الانْقِياد، وَلَا يَسْتَحِقُّهُ إلاَّ اللهُ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: الكِبْرِياءُ رِدائي والعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نازَعَني فِي شيءٍ مِنْهُمَا قَصَمْتهُ وَلَا أُبالي. قولُه تَعَالَى: إنَّها لإحْدى الكُبَر كصُرَد، جَمْعُ الكُبْرى، تأنيثُ الأَكْبَر، وَجمع الأَكْبر الأكابِر والأَكْبَرون، قَالَ: وَلَا يُقال كُبْر، لأنَّ هَذِه البِنْيَة جُعِلت للصِّفَة خَاصَّة مثل الْأَحْمَر والأَسْود.وَأَنت لَا تَصف بأَكْبر كَمَا تصف بأَحْمَر، وَلَا تَقول هَذَا رجلٌ أكبرُ حَتَّى تَصلَه بمِنْ أَو تُدخِل عَلَيْهِ الألِف وَاللَّام. وأمّا حديثُ مازِنٍ: بُعِثَ نَبيٌّ من مُضَرَ بدِين اللهِ الكُبَر فعلى حذف مُضافٍ، تَقْدِيرهُ بشَرائع دينِ اللهِ الكُبَر. الكَبَرُ بالتَّحْريك: الأَصَف فارسيٌّ مُعَرَّب، وَهُوَ نَباتٌ لَهُ شَوْكٌ، والعامةُ تَقول: كُبَّارٌ، كرُمَّان. الكَبَرُ: الطَّبْل، وَبِه فُسِّر حديثُ عبدِ الله بنِ زيد صاحبِ الْأَذَان: أنَّه أَخَذَ عوداً فِي منامِه ليتَّخِذ مِنْهُ كَبَرَاً رَوَاهُ شَمِرٌ فِي كِتَابه، قَالَ: الكَبَر: الطَّبْل، فِيمَا بَلَغَنا، وَقيل: هُوَ الطَّبْل ذُو الرَّأْسَيْن، وَقيل: الطَّبْلُ الَّذِي لَهُ وَجْهٌ واحدٌ، بِلُغَة أهل الْكُوفَة، قَالَه اللَّيْث وَفِي حَدِيث عَطاءٍ: أنَّه سُئلَ عَن التَّعْويذ يُعَلَّقُ على الْحَائِض فَقَالَ: إنْ كَانَ فِي كَبَرٍ فَلَا بَأْس أَي فِي طَبْل صَغِير، وَفِي رِوَايَة: إنْ كَانَ فِي قَصَبَة. ج كِبارٌ وأَكْبَارٌ، كَجَمَل وجِمال وَسَبَب وأَسْبَاب. الكَبَرُ: جبلٌ عظيمٌ، والمضْبوطُ فِي التَّكْمِلَة الكُبَر، بالضَّمِّ، ومثلُه فِي مُخْتَصر البُلدان. كَبَرُ: ناحيةٌ بخوزِسْتان، نَقله الصَّاغَانِي. قلتُ: وَهُوَ من أَعمال الباسِيان من خُوزسِتان، وباؤه فارسيَّة. من الْمجَاز: أَكْبَرَ الصَّبِيُّ، إِذا تَغَوَّطَ، وأَكْبَرَت المرأةُ: حاضَتْ، وَبِه فَسَّر مُجاهدٌ قولَه تَعَالَى: فلمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرنَهُ، قَالَ: أَي حِضْن، وَلَيْسَ ذَلِك بِالْمَعْرُوفِ فِي اللُّغَة، وَأنْشد بعضُهم:
(نَأْتِي النِّساءَ على أَطْهَارِهِنَّ وَلَا...نَأْتِي النِّساءَ إِذا أَكْبَرْنَ إكْبارا)
قَالَ الأزْهريُّ: فإنْ صَحَّتْ هَذِه اللَّفْظَة فِي اللُّغة بِمَعْنى الحَيْض فلهَا مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أنَّ المرأةَ إِذاحاضَتْ أوَّل مَا تَحيضُ فقد خَرَجَتْ من حَدِّ الصِّغَرِ إِلَى حَدِّ الكِبَر: فَقيل لَهَا: أَكْبَرَتْ، أَي حاضَتْ فَدخلت فِي حدِّ الكِبَر الموجِب عَلَيْهَا الأمرَ والنَّهْيَ. ورُوي عَن أبي الهَيْثم أنَّه قَالَ: سَأَلْتُ رجلا من طَيِّئٍ فقلتُ: يَا أَخا طَيِّئٍ أَلَكَ زَوْجَة قَالَ: لَا، واللهِ مَا تَزَوَّجْتُ وَقد وُعِدتُ فِي بنتِ عمٍّ لي قلتُ: وَمَا سِنُّها قَالَ: قد أَكْبَرَتْ أَو كَرَبَت. قلت: مَا أَكْبَرَت قَالَ: حاضَتْ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: فلُغة الطَّائيّ تُصحّح أنَّ إكبارَ المرأةِ أوَّلُ حَيْضِها، إلاَّ أنَّ هاءَ الكِنايةِ فِي قَول اللهِ تَعَالَى) أَكْبَرْنهُ تَنْفَى هَذَا الْمَعْنى. ورُوي عَن ابْن عباسٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أنَّه قَالَ: أَكْبَرْنهُ: حِضْن، فإنْ صحَّت الرِّواية عَن ابْن عبّاس سلَّمْنا لَهُ وجعلْنا الهاءَ هاءَ وَقْفَة لَا هاءَ كِنَايَة، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. أَكْبَرَ الرجلُ: أَمْذَى وأَمْنَى، نَقله الصاغانيُّ. وَذُو كُبَارٍ، كغُراب: مُحَدِّثٌ اسمُه شَراحيل الحِمْيَريُّ. ذُو كِبارٍ، بِكَسْرِ الْكَاف: قَيْلٌ من أَقْيَالِ الْيمن، واسمُه عَمْرُو، كَمَا نَقله الصاغانيّ، قلتُ: وَمن ذُرِّيَته: الشَّعْبِيّ عامرُ بن شَراحيل بنِ عبد ذِي كِبَارٍ. فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: سجدَ أحدُ الأَكْبَرَيْن فِي إِذا السَّماءُ انْشَقَّت الأَكْبران: الشَّيْخان أَبُو بكر وعُمرُ رَضِي الله عَنْهُمَا. والكَبيرة: الفَعْلَة القَبيحة من الذُّنوب المَنْهِيّ عَنْهَا شَرْعَاً، العَظيم أَمْرُها كالقَتْلِ والزِّنا والفِرار من الزَّحْفِ وَغير ذَلِك، وَهِي من الصِّفات الغالِبَة، وجَمْعُها الكَبائر. وَفِي الحَدِيث، عَن ابْن عبَّاسٍ أَن رجلا سَأَلَهُ عَن الكَبائر، أَسَبْعٌ هِيَ فَقَالَ: هن من السَّبْعمائةِ أَقْرَبُ، إلاَّ أنَّهلَا كَبيرةَ مَعَ الاستِغْفار، وَلَا صَغيرةَ مَعَ الْإِصْرَار.
والكَبيرة: صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قُرْب جَيْحُونَ، نَقله الصَّاغانِيّ. قلت: وَمِنْهَا إسْحاق بن إِبْرَاهِيم بن مُسلِمٍ الكَبيريّ، روى عَنهُ مُحَمَّد بن نَصْرٍ وَغَيره. قَالَ الْحَافِظ. والأكْبر، كإثْمِد وأَحْمَد: شيءٌ كأنَّه خَبيصٌ يابِسٌ فِيهِ بعض اللِّين لَيْسَ بشَمعٍ وَلَا عَسَلٍ، وَلَيْسَ بشَديد الحَلاوَة وَلَا عَذْب، يجيءُ بِهِ النَّحْلُ كَمَا يَجيءُ بالشَّمْعِ. إكْبِرَة وأَكْبَرَة بهاء: ع من بِلَاد بني أَسد قَالَ المَرَّارُ الفَقْعسِيّ:
(فَما شَهِدَتْ كَوادِسُ إذْ رَحَلْنا...وَلَا عَتَبَتْ بأَكْبَرةَ الوُعولُ)
وَفِي مُخْتَصر البُلدان أنَّه من أَوْدِيةِ سَلْمَى الجبلِ المعروفِ، بِهِ نخلٌ وآبارٌ مَطْوِيَّة، سَكَنَها بَنو حُداد. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: المُتَكَبِّر والكَبير فِي أَسْمَاءِ الله تَعَالَى: العَظيم ذُو الكِبْرِياء، وَقيل: المُتعالي عَن صِفات الخَلْق وَقيل: المُتَكَبِّر على عُتاةِ خَلْقِه، وَالتَّاء فِيهِ للتفرُّد والتَّخَصُّص لَا تاءُ التَّعاطي والتَّكَلُّف. والكِبْرِياء، بالكَسْر: عِبارةٌ عَن كَمال الذَّاتِ وكَمالِ الوُجوبِ، وَلَا يُوصف بهَا إلاَّ اللهُ تَعَالَى. واستعملَ أَبُو حَنيفةَ الكِبَرَ فِي البُسْرِ ونَحْوِه من التَّمْرِ. ويُقال: علاهُ المَكْبَرُ، وَالِاسْم الكَبْرَةُ. وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: هَذِه الجاريةُ من كُبْرى بَناتِ فُلان: يُرِيدُونَ من كِبارِ بناتهِ. ويُقال للسَّيْفِ والنَّصْلِ العَتيقِ الَّذِيقدُم: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه قولُه:
(سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللَّاتِي عَلَتْها...بِيَثْرِبَ كَبْرَةٌ بَعْدَ المُرونِ)
وَفِي المُحْكَم: يُقال للنَّصْل العَتيق الَّذِي قد علاهُ صَدَأٌ فَأَفْسده: عَلَتَهُ كَبْرَةٌ. وكَبُرَ عَلَيْهِ الأمرُ، ككَرُمَ: شَقَّ واشْتَدَّ وثَقُلَ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: إنْ كانَ كَبُرَ عليكُم وقَوْلُهُ تَعالى: أوْ خَلْقَاً ممَّا يَكْبُرُ فِي صُدوركم وقَوْلُهُ تَعالى: وإنَّها لكَبيرةٌ وَفِي الحَدِيث: وَمَا يُعَذَّبانِ فِي كَبيرٍ أَي أمرٍ كَانَ يَكْبُرُ عَلَيْهِمَا ويَشقُّ فِعلُه لَو أراداه، لَا أنَّه فِي نَفْسِه غَيْرُ كَبير. والكِبْرُ بالكَسْر: الكُفْرُ والشِّرك، وَمِنْه الحَدِيث: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ فِي قَلْبِه مِثْقالُ حبَّة خَرْدَلٍ منْ كِبْرٍ. وَعَن أبي عَمْرُو: الكابِرُ: السَّيِّد. والكابِر: الجَدُّ الأَكْبَر. وَيَوْمُ الحجِّ الأَكْبَر، قيل: هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، وَقيل: يومُ عَرَفَةَ، وَقيل)
غير ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: لَا تُكابِروا الصَّلاةَ، أَي لَا تُغالِبوها. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقال: أَتَانِي فُلانٌ أَكْبَرَ النَّهارِ، وشبابَ النَّهارِ، أَي حينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ. قَالَ الْأَعْشَى:
(سَاعَة أَكْبَرَ النَّهارِ كَمَا شَدَّ...مُحيلٌ لبُونَه إعْتاما)
وَهُوَ مَجازٌ، يَقُول: قَتَلْناهُم أوَّلَ النّهار فِي ساعةٍ قَدْرَ مَا يَشُدُّ المُحيلُ أخلافَ إبلِهِ لئلاَّ يَرْضَعها الفُصْلان.والكِبْريت فِعْليتٌ، على قَوْلِ بعض، فَهَذَا محلُّ ذِكْره، يُقال: ذهبٌ كِبْريتٌ، أَي خالِصٌ، وَقد تَقَدَّم ذكرُه فِي التَّاء. وقَوْلُهُ تَعالى: قَالَ كَبيرُهم أَلَمْ تَعْلَموا أنَّ أباكُم قَالَ مجاهدٌ: أَي أَعْلَمُهم، كأنَّه كَانَ رئيسَهم. وأمّا أَكْبَرُهُم فِي السِّنِّ فرُبيل. والرَّئيسُ كَانَ شَمعون. وَقَالَ الكَسائيُّ فِي رِوَايَته: كَبيرُهم يَهوذا. وقَوْلُهُ تَعالى: إنَّه لكَبيرُكُم الَّذِي علَّمَكُم السِّحْر أَي مُعَلِّمُكُم ورئيسُكم. والصَّبيُّ بالحجاز إِذا جاءَ من عِنْد مُعلِّمه قَالَ: جئتُ من عِنْد كَبيري. والأَكابِر: أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وَائِل، وهم: شَيْبَان وعامرٌ وجُلَيْحَةُ من بني تَيْم الله بن ثَعْلَبةَ بنِ عُكابَة، أصابتْهُم سنَةٌ فانْتَجَعوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ، ونزلوا على بَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأجارَهُم، وَوَفَى لَهُم، وَفِي ذَلِك يَقُول بَدْرٌ:
(وَفَيْتُ وَفاءً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ...بتِعْشارَ إذْ تَحْبُو إليَّ الأَكابِرُ)
والكُبُر، بضَمَّتَيْن: الرِّفْعَةُ فِي الشَّرف، قَالَ المَرَّار:
(وليَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها...وليَ الهامةُ فِيهَا والكُبُرْ)
وكِبيرٌ، بكسرِ الْكَاف لُغةٌ فِي فتحهَا، صرَّح بِهِ النَّوَويُّ فِي تَحْرِيره وَغَيره. وكابرهُ على حقِّه: جاحَدَهُ وغالَبَهُ عَلَيْه وكُوبِرَ على مَاله، وإنَّه لمُكابَرٌ عَلَيْه، إِذا أُخِذ مِنْهُ عَنْوَةً وقَهْرَاً. وأُرْتِجَ على رجل فَقَالَ:إنَّ القولَ يجيءُ أَحْيَانًا ويذهبُ أَحْيَانًا، فيعَزُّ عِنْد عُزوبه طَلَبُه، وربَّما كُوبِر فَأَبَى، وعُولِج فَقَسَا. كَذَا فِي الأساس. وَمَا بهَا مَكْبَرٌ وَلَا مَخْبَرٌ، أَي أحدٌ. وتَكابَر فلانٌ: أَرَىَ من نَفْسِه أنَّه كَبيرُ القَدْرِ أَو السِّنِّ. وأَكْبَرَتْ الواضِعُ: وَلَدَت وَلَدَاً كَبيراً، وَهَذِه عَن ابْن القَطَّاع. وكَبْرٌ، بِالْفَتْح: لَقَبُ حَفْص بن عُمر بن حَبيب وباؤُهُ فارسيَّة. وسَمَّوْا أَكْبَرَ، وكَبيراً، ومُكَبِّراً كمُحَدِّث. وكُبَرُ كزُفَرَ: جبلٌ متَّصلٌ بالصَّيْمَرة، يُرى من مَسافةِ عشْرين فَرْسَخاً أَو أَكثر. وأَحْمَدُ بنُ كُبَيْرَةَ بن مقلد الخرَّاز كجُهَيْنَة عَن أبي الْقَاسِم بن بَيَان، مَاتَ سنة. وَأَبُو كَبير الهُذَليّ شاعرٌ مَشْهُور وَهُوَ بِكَسْر الْكَاف. وكَبيرُ بنُ عبد الله بن زَمْعَة بن الْأسود جدُّ أبي البَخْتَريّ القَاضِي. وكَبير بن تَيْم بن غَالب، جدّ هِلال بن خَطَل المقْتول تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة. وَفِي هُذَيْل: كَبيرُ بن هِنْد وَفِي أَسَد بن خُزَيْمة كَبيرُ بن غَنْم بن دُودانَ بن أَسَد، وَعَمْرو بن شِهاب بن كَبير الخَوْلاني، شَهِدَ فَتْحَ مصر. وَفِي بني حَنيفة كَبيرُ بنُ حَبيب بن الْحَارِث، وَهُوَ جدُّ مُسَيْلَمَة الكَذَّاب بن ثُمامَةَ بن كَبير. وضِرار بن الخطَّاب بن مِرْداس بن كَبير الفِهْريّ شاعرٌ، صَحَابِيّ وكَبيرُ بنُ مَالك، ذَكَرَه ابنُ دُرَيْد.وأحمدُ بنُ أبي الفائز الشّروطيّ بن الكُبْريّ، بالضمّ، سَمِعَ من ابْن الحُصَيْن. وَإِبْرَاهِيم بن عَقيل الكُبْريّ، من شُيُوخ)
الْخَطِيب. وبفتح الراءِ المُمالة الشَّيْخ أَو الجَنَّاب أحمدُ الخِيوقيّ يُلَقَّبُ نَجْمُ الدِّين الكُبْرَى، وَقد تقدم فِي جنب. وَأَبُو الفَرَج عبدُ الرَّحْمَن بن عَبْدِ اللَّطيف المُكَبِّر، كمُحَدِّث، البغداديّ، حدَّث عَن أبي سُكَيْنَة، أجَاز العِزَّ بن جَماعة.
ومُكَبِّرُ بنُ عُثْمَان التَّنُوخيّ، كمُحَدِّث، عَن الوَضين بن عَطاء. وأَيْفَع بنُ شَراحيل الكُباريّ، بالضمّ، والدُ الْعَالِيَة زَوْجَة أبي إسْحاقَ السَّبيعيّ. وَأَبُو كَبير: قريةٌ بمصْر، وَأَبُو القاسِم الكَبّارى، بِالتَّشْدِيدِ، هُوَ القبّاريّ، بِالْقَافِ، وَقد تقدّم ذكرُه.