كرث

لسان العرب لابن منظور
كرث: كَرَثَه الأَمْرُ يَكْرِثُه ويَكْرُثُه كَرْثاً، وأَكْرَثه: ساءه واشتدَّ عليه، وبَلَغَ منه المَشَقَّةَ، قال الأَصمعي: ولا يقال كَرَثَه، وإِنما يقال أَكْرَثَه، على أَنَّ رُؤبة قد قال: وقد تُجَلَّى الكُرَبُ الكَوارِثُ وفي حديث عَلِيِّ: في سَكْرة مُلْهِثَة، وغَمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَي شديدة شاقَّة، من كَرَثه الغَمُّ أَي بَلَغَ منه المَشَقَّة. ويقال: ما أَكْتَرِثُ له أَي ما أُبالي به. وفي حديث قُسٍّ: لم يُخَلِّنا سُدًى من بعد عيسى، واكْتَرَث. يقال: ما أَكْتَرِثُ به أَي ما أُبالي، ولا يُستعمل إِلاَّ في النفي، وقد جاء ههنا في الاثبات، وهو شاذ. واكْتَرَثَ له: حَزِنَ. وامرأَة كَرِيثٌ كارِثٌ، وكلُّ ما أَثْقَلَكَ، فقد كَرَثَكَ. الليث: يقال ما أَكْرَثَني هذا الأَمْرُ أَي ما بَلَغَ مني مَشَقَّةً، والفعلُ المُجاوز: كَرَثْتُه، وقد اكْترَثَ هو اكْتِراثاً، وهذا فعل لازم. الأَصمعي: كَرَثَني الأَمْرُ وقَرَثَني: إِذا غَمَّه وأَثْقَلَه، والكَرِيثاء: ضَرْبٌ من البُسْر يوصَفُ به ويُضاف؛ عن أَبي الحسن الأَخْفش. التهذيب: يقال بُسْرُ قَرِيثاءَ وكَرِيثاءَ لضَرْبٍ من التمر معروف. والكَرَّاثُ: بقْلة؛ قال ابن سيده: الكُرَّاثُ والكَرَّاثُ، الأَخيرة عن كراع: ضَرْبٌ من النبات مُمْتَدٌّ، أَهْدَبُ، إِذا تُرِكَ خَرَجَ من وَسطه طاقةٌ فطارَتْ؛ قال ذو الرمة يصف فِراخَ النَّعام: كأَنَّ أَعناقَها كُرَّاثُ سائِقةٍ، طارَتْ لَفائِفُها، أَو هَيْشَرٌ سَلِبُ وقال أَبو حنيفة: من العُشْب الكَرَاثُ، تَطُول قَصَبَتُه الوُسْطة، حتى تكونَ أَطولَ من الرجُل. التهذيب: الكَرَّاث بَقْلة. والكَرَاث، بفتح الكاف وتخفيف الراء: بقلة أُخرى، الواحدة كَرَاثةٌ؛ قال أَبو ذَرَّة الهُذَليُّ: إِنَّ حَبيبَ بنَ اليَمانِ قد نَشِبْ في حَصِدٍ من الكَرَاثِ، والكَنِبْ قال: الكَرَاث والكَنِبُ شجرتان. إِن يَنتَسِبْ، يُنسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ، أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ، وعازِبٍ أَقْلَحَ، فُوهُ كالخَرِبْ أَراد بالعازب: مالاً عَزَبَ عن أَهله. أَقْلَحَ: اصْفَرَّتْ أَسنانُه من الهَرَم. ابن سيده: الكَراثُ ضَرْبٌ من النبات، واحدتُه كَراثةٌ، وبه سمي الرجل كَراثةً. قال أَبو حنيفة: الكَراثُ شجرةٌ جبلية، لها خِطْرة ناعمةٌ لَيِّنَة، إِذا فُدِغَتْ هُرِيقَتْ لَبَناً، والناسُ يَسْتَمْشُون بلَبنِها، قال: ويُؤْتَى بالمَجْذُوم حتى يُتَوَسَّطَ به مَنْبِتُ الكَرَاثِ، فيقيم فيه، ويُخْلَط له بطعامه وشرابه، فلا يَلْبَثُ أَن يَبْرأَ من جُذامِه، وتَذْهبَ قوَّتُه، يعني قُوَّةَ الجُذام. قال: وقال الأَزْدِيُّ: لا أَعرفه ينبت إِلاَّ بذي كَشاءٍ؛ قال: ويزعمون أَنَّ جِنِّيَّةً قالت من أَراد الشفاء من كل داء فعليه بنباتِ البُرْقة من ذاتِ كَشَاءٍ. والكُرَّاثُ: موضع.