همذ

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
همذ
(الهَمَاذِيُّ) ، بِالْفَتْح (: السُّرْعَةُ) فِي الجَرْيِ، يُقَال: إِنَّه لذُو هَمَاذِيٍّ فِيجَرْيِه. نَقله الصاغانيّ، وَقَالَ شَمِِرٌ: الهَمَاذيٌّ: الجدُّ فِي السَّيْر، (و) الهَمَاذِيَّ: البَعيرُ السَّرِيعُ، وَكَذَلِكَ (: الناقَةُ السّرِيعَةُ) ، بِلَا هاءٍ، (و) الهَمَاذِيُّ (: شدَّةُ المَطَرِ والسِّبَابِ والجَرْيِ مَرَّةً يَشْتَدُّ ومّرَّةً يَسْكُن. (و) الهَمَاذِيَّ شِدَّةُ (الحَرِّ) ، وأَنشد الأَصمعِيُّ:
يُريُغُ شُذَّاذاً إلىَ شُذَّاذِ
فِيهَا هَمَاذِيُّ إِلَى هَمَاذِي
وَيَومٌ ذُو هَمَاذِيّ، وحُمَاذِيٍّ، أَي شِدَّةِ حَرّ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ، وأّنشد لِهَمَّامٍ أّخِي ذِي الرُّمَّةِ: قَصَعْتُ وَيَومٍ ذِي هَمَاذِيَّ تَلْتَظِي
بِه القُورُ مِنْ وَهْجِ اللَّظَى وَقَرَاهِبُهْ
(والهَمَذَانِيُّ، مُحَرَّكَةً:) الرجُلُ (الكَثِيرُ الكَلاَمِ) ، يَشْتَدُّ مَرَّةً ويَسْكُن أُخْرَى.
(و) الهَمَذَانِيّ (مِن المَشْيِ: اخْتلاطُ نَوْعٍ بِنَوْعٍ) ، وَهُوَ ضَرْبٌ من السَّيْرِ.
(والهَمَذَانُ) ، مُحَرّكَةً: (: الرَّسَمَانُ فِي السَّيْرِ) ، نَقَلَه الصاغانيُّ، وَلم يَذْكُر المُصَنِّف الرَّسَمانَ، وإِنما ذكرَ الرَّسَمَ، مُحَرَّكَةً، وَهُوَ حُسْنُ السَّيْرِ، وسيأْتي
(وهَمَذَانُ) ، مُحَرَّكَةً (: ذ) من كُوَرِ الجَبَلِ، بَينه وَبَين الدِّينَوَرِ أَرْبَعُ مَرَاحِلَ، ونقَلَ شيخُنَا عَن شَرْحِ الشِّفَاءِ لِلشِّهَابِ: أَن المَعروف بَين العَجَم إِهمالُ دَالِه، فكأَنّ هَذَا تَعْرِيبٌ لَهُ، (بَنَاهُ هَمَذَانُ الفَلُّوج ابْن سَامِ بنِ نُوحٍ) ، عَلَيْهِ السلامُ، قَالَه هِشَامُ بنُ الكَلبيّ، وَهُوَ أَخو أَصفَهَانَ، ووُجِد فِي بعضِ كُتُبِ السّريانِيّين أَن الَّذِي بنى هَمَذَانَ يُقَال لَهُ كرميس بن جلمون، وَذكر بعضُ علماءِ الفُرس أََن اسْم هَمَذَان إِنما هُوَ نادَمه، وَمَعْنَاهُ المحبوبة وَقَالَ ربيعةُ بن عُثْمَان: كَانَ فَتْحُهَمَذَانَ فِي جُمَادَى الأُولَى على رَأْسِ ستَّةِ أَشهُرٍ من مَقْتَل عُمَر بنِ الخَطَّاب، وَكَانَ الَّذِي فَتَحَهَا المُغيرَة بن شُعْبَة فِي سَنَة أَرْبَعٍ وعِشرينَ مِن الهِجْرَةِ، ويُقَال: إِن أَوَّل مِن بنى هَمَذَانَ جم بن نوجهان بن شالخ بن أَرْفخِشذ بن سَام بن نوح، وسَمَّاهَا ساور، ويعرَّب، فَيُقَال: ساروق، وحَصَّنها بَهْمَن بن أَسفَنْديَار، وَهُوَ أَحسنُ البِلادِ هَوَاء وأَطيبُهَا وأَنْزَهُهَا، وَمَا زالَ مَحَلًّ للملوكِ ومَعْدِناً لأَهْلِ الدِّين والفَضْل، لَوْلَا شِتَاؤُه المُفرِط بِحَيْثُ قد أُفْرِدَتْ فِيهِ كُتُبٌ، وذُكِرَ أَمرُه فِي الشِّعْرِ والخُطَب، قَالَ كاتِبُ بَكرٍ:
هَمَذَانُ مَتْلَفَةُ النُّفوسِ بِبَرْدِها
والزَّمْهَرِيرِ وحَرُّهَا مَأْمُونُ
غَلَبَ الشِّتاءُ مَصِيفَهَا ورَبِيعهَا
فَكَأَنَّمَا تَمُّوزُها كَانُونُ
وسأَل عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رَجُلاً: من أَين أَنت؟ فَقَالَ: من هَمَذَانَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهَا مَدِينَةُ هَمِّ وأّذَى، يُجَمِّد قُلوبَ أَهْلِهَا كَمَا يَجْمُد ماؤُها.