غوق

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
غوق
{{الغاقُ: طائِرٌ مائيٌّ}} كالغاقَة، نَقله اللّيثُ. ويُقال: صوْتُ الغاقِ، وَهُوَ الغُرابُ. قَالَ ابنُ سيدَه: ورُبّماسُمّي الغُراب بِهِ لصَوتِه. قَالَ: وَلَو تَرَى إذْ جُبّتِي من طاقِ ولمّتي مثْلُ جَناحِ {{غاقِ أَي مِثْل جَناح غُراب.}} وغاقِ بالكَسْر: حِكايةُ صوْتِه، فَإِن نُكِّرَ نُوِّن. قَالَ ابنُ جِنّي: إِذا قُلتَ حِكاية صوتِ الغُراب {{غاقٍ غاقٍ، فكأنّك قلتَ: بُعْداً بُعْداً، وفِراقاً فِراقاً، وَإِذا قُلتَ:}} غاقِ غاقِ، فكأنّك قلت: البُعدَ البُعدَ، فَصَارَ التّنوينُ عَلَم التّنْكير، وترْكُه علَمَ التّعْريف. وأنشدَ اللَّيْث للقُلاخ بنِ حَزْن: مُعاوِدٌ للجوعِ والإمْلاقِ يغْضَبُ إنْ قَالَ الغُرابُ غاقِ أبْعدَكُنّ اللهُ من نِياقِ وأنشدَ شَمِر: عنْه وَلَا قوْل الْغُرَاب غاقِ وَلَا الطّبيبانِ ذَوا التِّرْياقِ وَقَالَ المُفضَّلُ: {{غيّقَ مالَه}} تغْييقاً: إِذا أفْسَدَه. قَالَ: وغيَّق الشّيءُ بصَرَه: إِذا حيّرَه. قَالَ العَجّاجُ: آذِيّ أوْرادٍ يُغيِّقنَ النّظَرْ وَقَالَ ابنُ فارسٍ: غيّق فِي رأيِه: إِذا اخْتَلَط فِيهِ فَلم يَثْبُت على شَيْءٍ فَهُوَ يَموجُ. قَالَ رؤبة:! غَيّقْنَ بالمَكْحولةِ السّواجي شيْطانَ كُلِّ مُتْرَفٍ سَدّاجِ قالالأصمعي: غيّقْن: أَي موّجْنَ، والمَعْنى ضلّلنْ.وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: {{تغيّقَت عيْنُه: إِذا اسْمَدَرّتْ وأظْلَمَتْ.}} وغَيْقَةُ: ة، قُربَ تِنّيس هَكَذَا فِي سَائِر النسخِ، وَفِيه تصْحيف وتحْريف. أما التصْحيفُ فَفِي {{غَيْقَة، فَإِن الصوابَ فِيهَا غَيْفة، بالفاءِ، وَقد ذكَرها المُصنِّف فِي الفاءِ على الصّواب. وَأما تّحريفُ فَفِي تنيس، فَإِن الصوابَ فِيهِ بُلْبَيْس، وَقد مرّ لَهُ ذلِك أَيْضا فِي الْفَاء على الصّواب.
مِنْهَا: الحُسَيْنُ وَأَخُوهُ عُمَرُ صَوابُه عَمْرو، وكنْيتُه أَبُو الطيّب ابْنا إدْريس بن عبْدِ الكَريم، روى)
الحُسَيْن عَن سَلَمة بنِ شَبيب، وَأَخُوهُ عَمْرو مَاتَ بعْدَ العِشْرين والثّلثَمائَة بِسنة. وعبْدُ الكَريم بنُ الحُسَيْن بن إِدْرِيس الْمَذْكُور رَاوي الحَديث}}
الغَيْقِيّون صَوَابه الغَيْقِيّون المُحَدِّثون. وَفِي الحَديث ذكر {{غَيْقَة، وَهُوَ: ع، بظَهْر حَرّةِ النّار، لبَنى ثَعْلَبَة بنِ سَعْد بنِ ذُبْيان، قَالَ كُثَيِّر:
(فلمّا بلَغْتُ المُنتَضَى دونَ غَيْقَةٍ...ويَلْيَلَ مالَتْ واحْزَأَلّتْ صُدورُه)
وقيلَ: بلَدٌ بتِهامَة لبَني ضَمْرةَ بنِ كِنانةَ، وَقيل: من بِلاد غِفار. وَقَالَ كُثيّرٌ أَيْضا:
(عَفَت}} غَيقةٌ من أهْلِها فجَنوبُها...فروضَةُ حِسْمَى قاعُها فكَثيبُها)

وَقَالَ قيسُ بنُ ذَريح:
(! فغَيْقَةُ فالأخيافُ أخيافُ ظَبْيَةٍ...بهَا من لُبَيْنَى مَخْرفٌ ومَرابِعُ)
وَقَالَ أَبُو محمّد الأسودُ: إِذا أَتَاك غَيْقَة فِي شِعْرِ هُذَيْلٍ فَهُوَ بالعَيْن المُهمَلة، وَإِذا أَتَاك فِي شِعْر كُثَيِّر فَهُوَ بالغَيْن، وَقد تقدّم ذَلِك.وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {{الغَويقُ: الصّوْتُ من كلِّ شَيْء، والعَيْن أعلَى.}} وغيّقَ ذَلِك الأمرُ بصَري: فتَحه، فجاءَ بِهِ وذهَب، وَلم يدَعْه فيثْبُت. {وغيّقَ بصَرَه: عطَفَه. وغيّقَ الطائِرُ: رفْرَف على رأسِه فَلم يبْرَح.