غثر
لسان العرب لابن منظور
غثر: الغَثَرة والغَثْراء: الجماعة المختلطة، وكذلك الغَيْثرة. أَبو زيد: الغَيْثَرة الجماعة من الناس المختلطون من الناس الغَوْغاء. والغَثْراء والغُثْر: سَفِلة الناس، الواحد أَغْثَر، مثل أَحْمَر وحُمْر وأَسْوَدَ وسُود. وفي الحديث: رَعاع غَثرة؛ هكذا يروى، قيل وأَصله غَيْثرة حذفت منه الياء، وقيل في حديث عثمان، رضي الله عنه، حين دخل عليه القومُ ليَقْتُلوه، فقال: إِن هؤلاء رَعْاعٌ غَثَرة أَي جُهَّال؛ قال ابن الأَثير: وهو من الأَغْثَر الأَغْبَر، وقيل للأَحمق الجاهل: أَغْثَر، استعارةً وتشبيهاً بالضبع الغَثْراء للونها، قال: والواحد غاثِر، وقال القتيبي: لم أَسمع غاثِراً، وإِنما يقال رجل أَغْثَر إِذا كان جاهلاً، قال: والأَجود في غَثَرة أَن يقال هو جمع غاثِرٍ مثل كافرٍ وكَفَرة، وقيل: هو جمع أَغْثَر فجُمِعَ جمْع فاعِل كما قالوا أَعْزَل وعُزَّل، فجاءَ مثل شاهدٍ وشُهَّد، وقياسه أَن يقال فيه أَعْزَل وعُزْل وأَغْثَر وغُثْر، فلولا حملهما على معنى فاعل لم يجمعا على غَثَرة وعُزَّل؛ قال: وشاهد عُزَّل قول الأَعشى: غيرِ مِيلٍ، ولا عَواوِير في الهَيـْ ـجا، ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفال وفي حديث أَبي ذر: أُحِبُّ الإِسلامَ وأَهلَه وأُحِبّ الغَثْراءَ أَي عامّة الناس وجماعتهم، وأَراد بالمحبة المُناصَحةَ لهم والشفقة عليهم. وفي حديث أُويس: أَكون في غَثْراء الناس؛ هكذا جاء في رواية، أَي في العامّة المجهولين، وقيل: هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى. وقولهم: كانت بين القوم غَيْثرة شديدة؛ قال ابن الأَعرابي: هي مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً في القتال. قال الأَصمعي: تركت القوم في غَيْثَرة وغَيْثَمةٍ أَي في قتال واضطراب. والأَغْثَر: الذي فيه غُبْرة. والأَغْثَر: قريب من الأَغْبَر؛ ويسمى الطُّحْلُبُ الأَغْثَرَ، والغُثْرةُ: غُبْرة إِلى خضرة، وقيل: الغُثْرة شبيهة بالغُبْشة يخلطها حمرة، وقيل: هي الغُبْرة، الذكر أَغْثَر والأُنثى غَثْراء؛ قال عمارة: حتى اكْتَسَيْتُ مِنَ المَشيبِ عِمامةً غَثْراء، أُعْفِرَ لَوْنُها بخِضاب والغَثْراءُ وغَثَارِ معرفة: الضبع، كلتاهما لِلَوْنها. قال ابن الأَعرابي: الضبع فيها شُكْلة وغُثْرة أَي لونان من سواد وصفرة سَمْجة، وذئب أَغْثَر كذلك؛ ابن الأَعرابي: الذئب فيه غُبْرة وطُلْسة وغُثْرة. وكَبْش أَغْثَر: ليس بأَحْمر ولا أَسود ولا أَبيض. وفي حديث لقيامة: يُؤتى بالموت كأَنه كبش أَغْثَر؛ قال: هو الكَدِر اللون كالأَغْبَر والأَرْبَدِ والأَغْثَر. والغَثْراء من الأَكْسِية والقطائف ونحوهما: ما كثر صوفه وزِئْبِرُه، وبه شبِّه الغَلْفَق فوق الماء؛ قال الشاعر: عَباءة غَثراء مِنْ أَجَن طالي أَي من ماء ذي أَجَنٍ عليه طلوة عَلَتْه. والأَغْثَر: طائر ملتبس الريش طويل العنق في لونه غُبْرة، وهو من طير الماء. ورجل أَغْثَر: أَحمق. والغُنْثَر: الثقيل الوَخِم، نونه زائدة؛ ومنه قول أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، لابنه عبد الرحمن، رضي الله عنه: يا غُنْثَر. وأَصابَ القومُ من دُنياهم غَثَرة أَي كثرة. وعليه غَثَرةٌ من مال أَي قطعة. والمَغاثِيرُ: لغة في المَغافِير. والمُغثور: لغة في المُغْفور. وأَغْثَر الرِّمْثُ وأَغْفَرَ إِذا سال منه صمغ حلو، ويقال له المُغْثور والمِغْثَر، وجمعه المَغاثِير والمغافير، يؤكل وربما سال لثَاه على الثَّرى مثل الدِّبس، وله ريح كريهة، وقال يعقوب: هو شيء يَنْضَحُه الثُّمام والرِّمْثُ والعُرْفُط والعُشَر حُلْوٌ كالعسل، واحدها مُغٌثور ومِغْثار ومِغْثَر؛ الأَخيرة عن يعقوب وحده. وخرج الناس يَتَمَغْثَرُون، مثل يَتَمَغْفَرون أَي يَجْتَنُون المَغافِيرَ.