أوه
لسان العرب لابن منظور
أوه: الآهَةُ: الحَصْبَةُ. حكى اللحياني عن أَبي خالد في قول الناس آهَةٌ وماهَةٌ: فالآهَةُ ما ذكرناه، والماهَةُ الجُدَرِيُّ. قال ابن سيده: أَلف آهَةٍ واو لأَن العين واواً أَكثر منها ياء. وآوَّهْ وأَوَّهُ وآووه، بالمدّ وواوينِ، وأَوْهِ، بكسر الهاء خفيفة، وأَوْهَ وآهِ، كلها: كلمة معناه التحزُّن. وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه، وأَنشد الفراء في أَوْهِ: فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها، ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءٍ ويروى: فأَوِّ لِذِكراها، وهو مذكور في موضعه، ويروى: فآهِ لذكراها؛ قال ابن بري: ومثل هذا البيت: فأَوْهِ على زِيارَةِ أُمِّ عَمْروٍٍ فكيفَ مع العِدَا، ومع الوُشاةِ؟ وقولهم عند الشكاية: أَوْهِ من كذا، ساكنة الواو، إِنما هو توجع، وربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا: آهِ من كذا وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء، قالوا: أَوِّهْ من كذا، وربما حذفوا الهاء مع التشديد فقالوا: أَوِّ من كذا، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول: آوَّهْ، بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء، لتطويل الصوت بالشكاية. وقد ورد الحديث بأَوْهِ في حديث أَبي سعيد فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، عند ذلك: أَوْهِ عَيْنُ الرِّبا. قال ابن الأَثير: أَوْهِ كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع، وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء، قال: وبعضهم يفتح الواو مع التشديد، فيقول أَوَّهْ. وفي الحديث: أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ من خليفة يُسْتَخْلَفُ. قال الجوهري: وربما أَدخلوا فيه التاء فقالوا أَوَّتاه، يمدّ ولا يمدّ. وقد أَوَّهَ الرجلُ تأْويهاً وتَأَوَّه تأَوُّها إِذا قال أَوَّه، والاسم منه الآهَةُ، بالمد، وأَوَّه تأْويهاً. ومنه الدعاء على الإِنسان: آهَةً له وأَوَّةً له، مشدَّده الواو، قال: وقولهم آهَةً وأَمِيهةً هو التوجع. الأَزهري: آهِ هو حكاية المِتَأَهِّه في صوته، وقد يفعله الإِنسان شفقة وجزعاً؛ وأَنشد: آهِ من تَيَّاكِ آهَا تَرَكَتْ قلبي مُتاها وقال ابن الأَنباري: آهِ من عذاب الله وآهٍ من عذاب الله وأَهَّةً من عذاب الله وأَوَّهْ من عذاب الله، بالتشديد والقصر. ابن المظفر: أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا توجع الحزين الكئيب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع، وأَخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به. قال ابن سيده: وقد تأَوَّهَ آهاً وآهَةً. وتكون هاهْ في موضعه آهِ من التوجع؛ قال المُثَقِّبُ العَبْدِي:إِذا ما قمتُ أَرْحَلُها بليلٍ، تأَوَّهُ آهَةَ الرجلِ الحزينِ قال ابن سيده: وعندي أَنه وضع الاسم موضع المصدر أَي تأَوَّهَ تأَوُّهَ الرجل، قيل: ويروى تَهَوَّهُ هاهَةَ الرجل الحزين. قال: وبيان القطع أَحسن، ويروى أَهَّةَ من قولهم أَهَّ أَي توجع؛ قال العجاج: وإِن تَشَكَّيْتُ أَذَى القُرُوحِ، بأَهَّةٍ كأَهَّةِ المَجْرُوحِ ورجل أَوَّاهٌ: كثير الحُزنِ، وقيل: هو الدَّعَّاءُ إِلى الخير، وقيل: الفقيه، وقيل: المؤْمن، بلغة الحبشة، وقيل: الرحيم الرقيق. وفي التنزيل العزيز: إِن إِبراهيم لحليمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ، وقيل: الأَوّاهُ هنا المُتَأَوِّهُ شَفَقاً وفَرَقاً، وقيل: المتضرع يقيناً أَي إِيقاناً بالإِجابة ولزوماً للطاعة؛ هذا قول الزجاج، وقيل: الأَوَّاهُ المُسَبّحُ، وقيل: هو الكثير الثناء. ويقال: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وقيل: الكثير البكاء. وفي الحديث: اللهم اجْعَلني مُخْبِتاً أَوَّاهاً مُنِيباً؛ الأَوَّاهُ: المُتَأَوِّهُ المُتَضَرِّع. الأَزهري: أَبو عمرو ظبية مَوْؤُوهة ومأْووهة، وذلك أن الغزال إِذا نجا من الكلب أَو السهم وقف وَقْفَةً، ثم قال أَوْهِ، ثم عَدا.