ضفف

تاج العروس لمرتضى الزبيدي
ضفف
{{الضَّفَفُ، مُحَرَّكَةً: كَثْرَةُ العِيالِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ لبَشِيرِ بنِ النِّكْثِ قَالَ الصّاغانِيُّ: ويُرْوَى لعَمْرِو بن حُمَيْلٍ وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: هُوَ لبَعْضِ الأَعْرابِ: قد اجْتَذَى من الدِّماءِ وانْتَعَلْ وكَبَّرَ الله وسَمَّى ونَزَلْ بمَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ بَنُو عَمَلْ لَا}} ضَفَفٌ يَشْغَلُه وَلَا ثَقَلْ أَي: لَا يَشْغَلُه عَن نُسُكِه وحَجِّه عِيالٌ وَلَا مَتاعٌ. ورُوِيَ عَن اللِّحْيانِيّ: الضَّفَفُ: الغاشِيَةُ والعِيالُ، وقِيلَ: الحَشَمُ. وَفِي الحَدِيثِ عَن الحَسَنِ: أَنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم لَمْ يَشْبَعْ من خُبْزٍ ولَحْمٍ إِلاّ عَلَى ضَفَفٍ ورَوَى مالِكُ بنُ دِينارٍ هَذَا الحَدِيثَ عَن الحَسَنِ، وقالَ: سَأَلْتُ عَنْها بَدَوِيّاً فقالَ: هُوَ التَّناوُلُ مَعَ الناسِ، أَو كَثْرَةُ الأَيْدِي على الطَّعامِ، أَو الضِّيقُ والشِّدَةُ، أَوهوأَنْ تَكُونَ الأَكَلَةُ أَكْثَرَ مِنَ مِقْدارِ الطَّعامِ قَالَه ثعلبٌ، قَالَ: والحَفَفُ: أَنْ يَكُونُوا بمِقْدارِه، وَقد تَقَدَّمَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: أَنْ يكونَ المالُ قَلِيلاً وَمن يَأْكُلُه كَثِيراً. وقالَ الفَرّاءُ: الضَّفَفُ: الحاجَةُ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. قَالَ: والضَّفَفُ أَيضاً: العَجَلَةُ يُقال: لَقِيتُه على ضَفَفٍ: أَي على عَجَلٍ من الأَمْرِ، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ: ولَيْسَ فِي رَأْيِهِ وَهْنٌ وَلَا ضَفَفُ والضَّفَفُ: الضَّعْفُ وَبِه فَسَّرَ أَيضاً بعضُهم قولَ الشاعرِ المّذْكُور. وَقَالَ شَمِرٌ: الضَّفَفُ: مَا دُونَ مِلْءَ المِكْيالِ، ودُونَ كُلِّ مَمْلُوءٍ وَهُوَ الأَكْلُ دونَ الشِّبَعِ. والضَّفَفُ: ازْدِحامُ الناسِ على الماءِ نَقَلَه الجَوْهريُّ. {{والضَّفَّةُ: الفَعْلَةُ الواحِدَةُ مِنْهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ماءٌ}} مَضْفُوفٌ: أَي مُزْدَحَمٌ عليهِ مثلُ مَشْفُوهٍ، قالَ الرّاجِزُ:)
لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَحِ {{المَضْفُوفِ إلاّ مُداراتُ الغُروبِ الجُوفِ هَكَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ وابنُ فارسٍ، وكذلِكَ حَكاهُ اللَّيْثُ. وقالَ اللِّحْيانيُّ: ماؤُنا اليومَ مَضْفُوفٌ: كثيرُ الغاشِيَةِ من الناسِ والماشِيَةِ، وأَنشد كَمَا ذكرنَا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ورَوَى أَبو عَمْرٍ والشَّيْبانِيّ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ المَظْفُوف بالظاءِ، وقالَ: العَرَبُ تَقولُ: وَرَدْتُ مَاء مَظْفُوفاً: أَي مَشْغُولاً، وأَنْشدَ البَيْتَيْنِ. ورَجُلٌ}} ضَفُّ الحالِ: أَي رَقِيقُه مأْخُوذٌ من الضَّفَفِ، بِمَعْنى الشِّدَةِ والضِّيقِ، نَقَلَه الجَوْهريُّ. قَالَ شيخُنا: قلتُ: وردَ أَيضاً ضَفَفٌ، مُحَركةً دونَ إِدغامٍ، وبالإدغام أَكْثَرُ.قلتُ: قالَ سِيبَوَيْهِ: ورَجُلٌ {{ضَفِفُ الحالِ، وقومٌ}} ضَفِفُو الحالِ، قَالَ: والوَجْهُ الإِدْغامُ، ولكِنّه جاءَ على الأَصْلِ. {{وضَفَّ النّاقة}} يَضُفُّها {{ضفّاً: حَلَبَها بكَفِّه كُلِّها لُغَةٌ فِي ضَبَّها، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: وذلِكَ لضِخَمِ الضَّرْع، ونَقَلَه الأَزْهريُّ عَن الكِسائِيّ، قَالَ: ضَبَبْتُ الناقَةَ أَضُبُّها ضَبّاً: إِذا حَلَبْتَها بالكَفِّ، قالَ: وقالَ الفَرّاءُ: هَذَا هُوَ}} الضَّفُّ بالفاءِ. فأَمَّا الضَّبُّ، فَهُوَ: أَنْ تَجْعَلَ إِبْهامَكَ على الخِلْفِ، ثُمّ تَرُدَّ أَصابِعَكَ على الإبْهامِ والخِلْفِ جَمِيعاً، وَقَالَ غيرُه: الضَّفُّ: جَمْعُك خِلْفَيْها بيَدِكَ إِذا حَلَبْتَها، وَقَالَ الِّحْيانِيُّ: هُوَ أَنْ يَقْبِضَ بأَصابِعِه كُلِّها على الضَّرْعِ. وناقَةٌ {{ضَفُوفٌ: كَثِيرَةُ اللَّبَنِ لَا تُحْلَبُ إِلا بالكَفِّ. وَكَذَا شاةٌ ضَفُوفٌ بَيِّنَتا}} الضَّفافِ، وَمِنْه قولُه: حَلْبَانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ ويُرْوَى بالصّادِ، وَقد تَقَدَّم. {{وضَفَّةُ النِّهرِ، ويُكْسَرُ: جانِبُه وَمِنْه حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ خَبّابٍ مَعَ الخَوارِجِ: فَقَدَّمُوه على}} ضَفَّةِ النَّهْرِ، فضَرَبُوا عُنُقَهُ اقْتَصَرَ الجُوْهَرِيُّ على الكَسْرِ، وصَوَّبه القُتَيْبِيُّ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الصّوابُ الفتحُ، والكَسرُ لُغَةٌ فِيهِ. {{وضِفَّتا الوادِي، أَو الحَيْزُومِ، ويُكْسَرُ: جانِباهُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأِنْشَد يَدُعُّهُ}} - بِضَفَّتَيْ حَيْزُومَهِوَقد اسْتَعارَه عليٌّ رضِيَ الله تَعالَى عَنهُ للجَفْنِ، فقالَ: فيَقِف {{- ضِفَّتَيْ جُفُونِه أَي: جانِبَيْها. وضَفَّةُ البَحْرِ: ساحِلُه. (و) }} الضَّفَّةُ من الماءِ: دُفْعَتُهُ الأُولَى. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلْتُ فِي ضَفَّة القَوْمِ، {{وضَفْضَفَتهمْ: أَي جَماعَتهم ونَقَلَه اللَّيْثُ أَيضاً هَكَذَا.}} وضَفِيفَةٌ من بَقْلٍ: أَي ضَغِيفَةٌ حَكَاهُ ابنُ السِّكِّيتِ، وذلِك إِذا كانَت الرَّوْضَةُ ناضِرَةً متخَيِّلَةً، وَتَقدَّمَ عَن أَبِي مالِكٍ أَنَّه ضَغيغَة، بغَيْنَيْنِ) مُعْجَمَتَيْن. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُقالُ: هُوَ مِن {{ضَفِيفِنا ولَفِيفِنا كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ تَقْدِيمُ لَفِيفِنا، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، ويَدُلُّ لَهُ قولُه بعد: أَي مِمَّنْ نَلُفُّه بِنا،}} ونَضُفُّه إِلينَا إِذا حَزَبَتْهُ الأُمُورُ أَي: نابَتْه واعْتَرَتْهُ. {{والضَّفَافَةُ، كسَحابَةٍ: من لَا عَقْلَ لَه نَقَلَه الصّاغاني.}} وضَفَّهُ {{ضَفّاً: جَمَعَه وأَنشدَ أَبو مالِكٍ: فَرَاحَ يَحْدُوهَا على أَكْسائِها}} يَضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائِها أَي: يَجْمَعُها. وقالَ الفَرّاء: {{ضَفَّ المُصْطَلِي ضَفّاً: ضَمَّ أَصابِعَهُ وجَمَعَها، فَقرَّبها من النّار.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: يُقال: شاةٌ ضَفَّةُ الشُّخْبِ: أَي واسِعَتُه كَمَا فِي اللِّسان والعُبابِ. وقالَ أَبو مالِكٍ:}}
الضُّفُّ بالضمِّ: هُنَيَّةٌ تُشْبِه القُرَادَ وَهِي غَبْراءُ فِي لَوْنِها رَمْداءُ، إِذا لَسَعَتْ شَرِيَ الجِلْدُ بعدَ لَسْعَتِها ج: ضِفَفَةٌ كقِرَدَةٍ. وَيُقَال: {{تَضافُّوا: إِذا كَثُرُوا واجْتَمَعُوا على الماءِ وغَيْرِه والصّادُ لُغَةٌ فِيهِ، وَقَالَ أَبو مالِكٍ: قومٌ}} مُتَضافُّونَ: أَي مُجْتَمِعُونَ، قَالَ غَيْلانُ:مَا زِلْتُ بالعُنْفِ وفَوْقَ العُنْفِ حَتّى اشْفَتَرَّ الناسُ بعدَ {{الضَّفِّ أَي: تَفَرَّقُوا بعدَ اجْتماعٍ، وَنقل ابنُ سِيدَه: تَضافُّوا على الماءِ: إِذا كثُرُوا عليهِ، عَن يَعْقُوبَ، وقالَ اللِّحْيانِيّ: إِنَّهم}} لمُتَضافُّونَ على الماءِ، أَي: مُجْتَمِعُونَ مُزْدَحِمونَ عَلَيْهِ. (و) {{تَضافُّوا أَيضاً: إِذا خَفَّتْ أَحْوالُهم هكَذا هُوَ نَصّ العُبابِ، ومثلُه فِي سائِر النُّسَخِ، والصَوابُ أَمْوالُهم، كَمَا هُوَ نصُّ النوادِرِ لأَبي زَيْدٍ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: عَيْنٌ}} ضَفُوفٌ، كصَبُورٍ: كثيرةُ الماءِ، قالَ الطِّرِمّاحُ:
(وتَجُودُ من عَيْنٍ ضَفُو...فِ الغَرْبِ مُتْرَعَةِ الجَداوِلْ)
وجَمْعُ {{ضِفَّةِ الوادِي، بالكَسْر:}} الضِّفافُ، قالَ: يَقْذِفُ بالخُشْبِ على الضِّفافِ ورَجُلٌ {مَضْفُوفٌ، مثل مَثْمُودٍ، إِذا نَفِدَ مَا عِنْدَه، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ، هَكَذَا حكاهُ اللِّحْيانِيُّ، وَرَوى غيرُهُ: رجلٌ مَضْفُوفٌ عَلَيْهِ.