وَكَى
المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(وَكَى) -في الحديث: "أَعْطِى ولا تُوكِى فيُوكَى عليكِ": أي لا تَدَّخرى. والإيكاء: شَدُّ رَأس الوعاءِ بالوِكاءِ؛ وهو الرِّبَاطُ الذي يُرْبَطُ به: أي لا تَمْنَعِى ما في يَدِك، فتَنْقَطِعَ مادَّةُ بَرَكة الرّزْق عَنْك.- ومنه حديث اللُّقَطَةِ: "اعرِفْ وكَاءهَا" وهو الخَيْط الذي تُشَدّ به الصُّرَّة.- في حديث الدُّبَّاءِ والمُزَفَّت: "عَلَيكْم بالمُوكَى".: أي السِّقَاءُ الذي يُلاثُ علَى فَمِه الوِكَاءُ، ويُشَدُّ به، من أَوكَيْتُ السِّقَاءَ.- وفي حديث آخرَ: "وأَوْكُوا الأَسْقِيَة" ولعَلَّ المعنَى في الدُّبَّاء ونحوِه: أن يُنْبَذَ فيها؛ لأنّها أوَانٍ باقِيةٌ صابِرةٌ على الثّباتِ بما فيها، فيَشتدُّ ما يُلقَى فيها إذا تُرِكَ ويُغلَى، وَيدخل في حَدِّ الإسْكَارِ، فأمّا السِّقاء الموُكَى فقلَّ مَا يُغفَلُ عَنه، بل لَا يُتْرَكُ مَا أُلِقىَ فيه؛ لأَنه لا يُؤْمَنُ انصبَابُه، وانفِتَاحُ الوِكَاءِ بسَبَبٍ من الأَسبَاب، فيُعجَّلُ بما فيه، فلاَ يشتَدُّ ويُؤمَنُ منه الإسْكَار وَالله تعالىَ أعْلَم.- في الحديث: "العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ"جَعَل اليَقظَةَ للاسْتِ كالوِكَاءِ للقِرْبَةِ