إن

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(إن)- قوله تعالى: {{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ}} .النَّحوِيُّون يُسَمُّون ما كانَ من هذا النَّحو شَرطًا، وقال علىُّ بنُ الحُسَين بنِ وَاقِد: إنْ، يَعنِي في القُرآن على خَمسَةِ أوجهٍ:إن بِمَعْنَى مَا النَافِية كَقولِه تَعالَى: {{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا}} .الثَّانى: إنْ بمعنى لَمْ كقوله تَعالَى: {{وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا}} {{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ}} : أي لم يُمْسِكْهما أحَد، ولم يُمْكِنْكم فيه تَصدِيقُه {{مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ}} .الثالث: إن بمَعْنَى قَدْ، نَحو قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}} {{قال: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}}. {{إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}} .الرابع: إن بمعنى إذْ، فذَلِك قَولُه: {{وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}} .{{وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}} .الخامِسُ: يُخاطِب الكُفّار بذلك، وهو قَولُه تَعالَى: {{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}} : يَعنِي إن آمَنْتُم. وقَولُه:{{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}} . وهذا هو الشَّرط المُتَقَدِّم ذِكره، وقَولُه تعالى: {{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}} .قال أبو عُبَيد: مَعْناه لأَنْ، ولا وَجْهَ للكَسْر إلا أن تكون أَنْ بمعنى إذ كقَوْله تَعالى: {{إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا}} . وقد أجازَ الخَلِيلُ وسِيبَوَيْه والفَرّاء والكِسائىُّ الكَسْرَ. قال سِيبَويْه: سَألتُ الخَلِيلَ عن قولِ الفَرزْدق:أتَغضَب إنْ أُذنَا قُتَيْبةَ حُزَّتَا...جِهاراً ولم تَغْضَب لقَتْلِ ابنِ خازِم فقال: هي مَكْسُورة يَعنىِ إن، لأَنَّه قبيحٌ أنْ يُفصَل بين أَنْ والفِعْل، وهذا شَىءٌ قد مَضَى.