بعد

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(بعد)- قَولُه تَعالَى: {{والأَرضَ بعدَ ذَلِكَ دَحَاها}} - قِيل: إنّ قَبْل وبَعْدَ من الأَضْدَاد، ومَعْنَى بَعْدَ هَا هُنَا قَبْل؛ لأنه تَبارَك وتَعالَى: {{خَلَق الأرضَ في يَوْمَيْن}} ثم قال: {{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}} .فَعلَى هذا خَلْقُ الأرضِ قَبلَ خَلْقِ السَّماءِ، فلما قال: {{وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}} كان المَعنَى قَبل ذلك، لأَنَّ قَبل هذا اللَّفْظقَولُه: {{أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}} .وكذلك قَولُه تَعالى: {{ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بعْدِ الذِّكْرِ}} . قيل: مَعنَاه من قَبْلِه.- في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام "كان يَخرُج عند البَراز فيتبَعَّد".: أَى يَبْعُد عن النَّظر، وهو مثل يتَقرَّب بمعنى يَقرُب، ولو روى يَبْتَعِد بمعنى يَبْعُدُ لَجازَ، كما قال تعالى: {{واقْتَربَ الوعْدَ}} بمَعنَى قربَ، وروى: "يُبْعِد".يقال: أبعَد في الأرض: أَى ذَهَب بَعِيدًا.- في الحديث: "أنَّ رَجُلاً جاء وقال: إنَّ الأبعدَ قد زَنَى".معناه البَاعِدُ عن العِصْمة والخير.يقال: ما عندَك أَبعدٌ، بالتَّنْوين، وإِنَّك لَغَيْرُ أَبْعدَ: أي غيَرُ طَائِلٍ- في حديث المُهاجِرين إلى الحَبَشة: "جِئْنَا أَرضَ البُعَداء": أي الأَجانِبِ الذين لا قَرابَة بينَنَا وبَيْنَهم.- في حديث المَخْتُوم على فِيهِ في تفسير قَولِه تعالى: {{الْيَوْمَنَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}} فيقول لأَعضائِه: بعدًا لَكُنَّ ، ويجوز: بُعدٌ، كما يقال: وَيلاً له ووَيْلٌ. ويحتمل أن يكون من البُعْد الذي هو ضِدّ القُربِ: أي أبعدَكُنَّ الله، ويُحتَمل أن يَكُونَ من قَوِلهِم: بَعِدَ إذا هَلَك: أي هلَكْتُنّ حين أَقررتُنَّ على أَنفُسِكن.- وفي حَديثِ أبِى جَهْل: "هلْ أبعدُ من رَجُلٍ قَتلْتُموه" .كذا في سُنَن أَبِى داود، والصَّحِيح: أَعمَد "بالميم".