حشم

لسان العرب لابن منظور
حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه، ولا يقال احْتَشَمَهُ. قال الليث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ، ويقال حَشَمَكَ، فأَما قول القائل: ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ. والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما يَكْرَهُ، حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ. وحَشَمْتُه: أَخجلته، وأَحْشَمْتُهُ: أَغضبته. قال ابن الأَثير: مذهب ابن الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وغيره يقول: حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه. ويقال للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ وهي الاستحياء. قال أَبو زيد: الإبَةُ الحَياء، يقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احتشم. وروي عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ، ولكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه باليمين، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى الاستحياء: إنِّي، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما عندي بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ وقال عنترة: وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها، فيَصُدُّني عنها كثيرُ تَحَشُّمِي وقال ساعدة: إن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ يُكْسَى جَمالاً ويُفْسِدْ غير مُحتَشِم (* قوله «إن الشباب رداء إلى آخر البيت» هكذا هو موجود بالأصل). وفي الحديث حديث عليّ في السارق: إني لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً أَي أَستحي وأَنقبص. والحِشْمةُ: الاستحياء. وهو يَتَحَشَّم المَحارم أَي يتوقاها. وحَشِمَ حَشَماً: غضب. وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ: أَغضبه؛ وأَنشدوا في ذلك: لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب بطيء النُّضْج، مَحْشوم الأكيل أَي مُغْضَب، والإسم الحِشْمة، وهو الاستحياء والغضب أَيضاً. وقال الأَصمعي: الحِشْمَةُ إنما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء. وحكي عن بعض فُصَحاء العرب أَنه قال: إن ذلك لمما يُحْشِمُ بني فلان أَي يغضبهم، واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنى؛ قال الكميت: ورأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النَّا س وَضِيعاً، وقَلَّ منه احْتِشامي والاحْتِشامُ: التَّغَضُّبُ. وحَشَمْتُ فلاناً وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته. وحُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ: خاصَّتُهُ الذين يغضبون له من عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إذا أصابه أَمر. ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي أَن الحَشَمَ واحدٌ وجمع، قال: يقال هذا الغلام حَشَمٌ لي، فأُرى أَحْشاماً إنما هو جمع هذا لأَن جمع الجمع وجمع المفرد الذي هو في معنى الجمع غير كثير. وحَشَمُ الرجل أَيضاً: عياله وقرابته. الأَزهري: والحَشَمُ خَدَمُ الرجل، وسُمُّوا بذلك لأنهم يغضبون له. والحُشْمَةُ، بالضم: القرابة. يقال: فيهم حُشْمَةٌ أَي قرابة. وهؤلاء أَحشامي أَي جيراني وأَضيافي. وقال أَبو عمرو: قال بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمري أَي مُهْتَمّ به. وقال يونس: له الحُشْمةُ الذِّمامُ، وهي الحُشْمُ (* قوله «وهي الحشم» وكذلك قوله بعد «الحشمة والحشم» كذا هو بضبط الأصل)، قال: وبعضهم يقول الحُشْمَة والحَشَمُ، وإِني لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي. ابن الأَعرابي: الحُشُمُ ذوو الحياء التام، والحُسُمُ، بالسين، الأَطِبَّاء، والحشم الاستحياء (*قوله «والحشم الاستحياء» كذا بالأصل بدون ضبط، وفي نسخة من التهذيب غير موثوق بها مضبوط بالتحريك، لكن الذي في القاموس: التحشم الاستحياء). والحُشُمُ: المماليك. والحُشُم: الأَتباع، مماليكَ كانوا أَو أَحراراً. وفي حديث الأَضاحي: فشكَوْا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لهم عيالاً وحَشَماً؛ الحَشَمُ، بالتحريك: جماعة الإنسان اللاَّئذون به لخدمته. والحُشومُ: الإقبال بعد الهزال؛ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً: أَقبل بعد هزال، ورجل حاشِمٌ. وحَشَمَتِ الدوابُّ في أَول الربيع تَحْشِمُ حَشْماً: وذلك إذا أَصابت منه شيئاً فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وعظمت بطونها وحَسُنَتْ. وحَشَمَتِ الدوابُّ: صاحَتْ. وما حَشَمَ من طعامه شيئاً أَي ما أَكل. وغَدَوْنا نُريغُ الصيد فما حَشَمْنا صافراً أَي ما أَصبنا. يونس: تقول العرب الحُسُومُ يورث الحُشُومَ، قال: والحُسُومُ الدُّؤُوب، والحُشُوم الإعْياء؛ وقال في قول مُزاحم: فَعنَّتْ عُنوناً، وهي صَغْواءُ، ما بها، ولا بالخَوافي الضَّارباتِ، حُشُومُ أَي إعياء؛ وقد حُشِم حَشْماً. وقال الأَصمعي: في يديه حُشُومٌ أي انقباض، وروى البيت: ولا بالخوافي الخافقاتِ حُشوم ورجل حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ.