حتر

لسان العرب لابن منظور
حتر: حَتارُ كُلِّ شيء: كِفَافُه وحرفه وما استدار به كَحَتَارِ الأُذن وهو كِفافُ حروف غَراضِيفِها. وحَتارُ العين: وهي حروف أَجفانها التي تلتقي عند التغميض. وقال الليث: الحَتارُ ما استدار بالعين من زِيقِ الجَفْنِ من باطن. وحَتارُ الظُّفْر: وهو ما يحيط به من اللحم، وكذلك ما يحيط بالخِباء، وكذلك حَتارُ الغِربالِ والمُنْخُلِ. وحَتارُ الاسْتِ: أَطراف جلدتها، وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأَطرَاف الخَوْرانِ، وقيل: هي حروف الدبر؛ وأَراد أَعرابيّ امرأَته فقالت له: إِني حائض، قال: فأَين الهَنَةُ الأُخرَى؟ قالت له: اتق الله فقال: كلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ ذِي الأَستارِ، لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ، قَدْ يُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ وحَتَارُ الدبر: حَلْقَتُه. والحَتارُ: مَعْقِدُ الطُّنُبِ في الطَّرِيقة، وقيل: هو خيط يشدّ به الطِّرافُ، والجمع من ذلك كله حُتُرٌ. والحَتارُ والحِتْرُ: ما يوصل بأَسفل الخباء إِذا ارتفع من الأَرض وقَلَصَ ليكون سِتْراً؛ وهي الحُتْرَةُ أَيضاً. وحَتَر البيتَ حَتْراً: جعل له حَتاراً أَو حُتْرَةً. الأَزهري عن الأَصمعي قال: الحُتُرُ أَكِفَّةُ الشِّقاقِ، كلُّ واحد منها حَتارٌ، يعني شِقاقَ البيت. الجوهري: الحَتارُ الكِفافُ وكل ما أَحاط بالشيء واستدار به فهو حَتارُه وكِفافُه. وحَتَرَ الشيءَ وأَحْتَرَه: أَحكمه. الأَزهري: أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ إِحْتاراً إِذا أَحكمتها فهي مُحْتَرَةٌ. وبينهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قد اسْتُوثِقَ منه؛ قال لبيد: وبالسَّفْحِ من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحاربٌ شُجاعٌ، وذُو عَقْدٍ من القومِ مُحْتَرِ وحَتَرَ العُقْدَة أَيضاً: أَحكم عَقْدَها. وكلُّ شَدٍّ: حَتْرٌ؛ واستعاره أَبو كبير للدَّيْنِ فقال: هَابوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كَأَنَّهُمْ، لَمَّا أُصيِبُوا، أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ وحَتَره يَحْتِرُه ويَحْتُرُه حَتْراً: أَحَدَّ النظر إِليه. والحَتْر: الأَكلُ الشديدُ. وما حَتَرَ شيئاً أَي ما أَكل. وحَتَرَ أَهله يَحْتِرُهُم ويَحْتُرُهُم حَتْراً وحُتُوراً: قَتَّرَ عليهم النَّفقة، وقيل: كَساهم ومانَهُمْ. والحِتْرُ: الشيء القليل. وحَتَرَ الرجلَ حَتْراً: أَعطاه وأَطعمه، وقيل: قَلَّلَ عطاءَه أَو إِطعامه. وحَتَرَ له شيئاً: أَعطاه يسيراً. وما حَتَرَهُ شيئاً أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً. وأَحْتَرَ الرجلُ: قلَّ عطاؤه. وأَحْتَرَ: قلّ خيره؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد: إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، فَنَكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَناعِ أَي تَنَكَّبْ، والاسم الحِتْرُ. الأَصمعي عن أَبي زيد: حَتَرْتُ له شيئاً، بغير أَلف، فإِذا قال: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ، قاله بالأَلف؛ قال: والاسم منه الحِتْرُ؛ وأَنشد للأَعْلَمِ الهُذَلِيِّ: إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها غُلاماً، ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها قال: وأَخبرني الإِيادِيُّ عن شمر: الحَاتِرُ المُعْطي؛ وأَنشد: إِذ لا تَبِضُّ، إِلى الترا ئِكِ والضَّرَائِكِ، كَفُّ حاتِرْ قال: وحَتَرْتُ أَعطيت. ويقال: كان عطاؤك إِياه حَقْراً حَتْراً أَي قليلاً؛ وقال رؤبة: إِلاَّ قَليلاً من قَليلٍ حَتْرِ وأَحْتَرَ علينا رِزْقَنا أَي أَقَلَّه وحَبَسَهُ. وقال الفرّاء: حَتَرَهُ يَحْتِرُه ويَحْتُرُه إِذا كساه وأَعطاه؛ قال الشَّنْفَرَى: وأُمّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم، إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ والمُحْتِرُ من الرجال: الذي لا يُعْطِي خيراً ولا يُفْضِل على أَحد، إِنما هو كَفَافٌ بكَفافٍ لا ينفلت منه شيء. وأَحْتَرَ على نفسه وأَهله أَي ضَيَّقَ عليهم ومنعهم. غيره: وأَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ عليهم طعامهم. والحِتْرُ، بالكسر: العَطِيَّةُ اليسيرة، وبالفتح المصدر. تقول: حَتَرْتُ له شيئاً أَحْتِرُ حَتْراً، فإِذا قالوا: أَقلّ وأَحْتَرَ، قالوه بالأَلف؛ قال الشنفرى: وأُم عيال قد شهدتُ تقوتهم، إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ تَخافُ علينا العَيْلَ، إِن هِيَ أَكْثَرَتْ، ونَحْنُ جِيَاعٌ، أَيَّ أَوْلٍ تأَلَّتِ قال ابن بري: المشهور في شعر الشنفرى: وأُمِّ عيال، بالنصب، والناصب له شهدت؛ ويروى: وأُمِّ، بالخفض، على واورب، وأَراد بأُم عيال تأَبط شرّاً، وكان طعامهم على يده، وإِنما قتر عليهم خوفاً أَن تطول بهم الغَزاة فيفنى زادهم، فصار لهم بمنزلة الأُم وصاروا له بمنزلة الأَولاد. والعيل: الفقر وكذلك العيلة. والأَوْلُ: السياسة. وتأَلت: تَفَعَّلَتْ من الأَوْلِ إِلا أَنه قلب فصيرت الواو في موضع اللام. والحُتْرَةُ والحَتِيرَةُ؛ الأَخيرة عن كراع: الوكِيرَةُ، وهو طعام يصنع عند بناء البيت، وقد حَتَّرَ لَهُمْ. قال الأَزهري: وأَنا واقف في هذا الحرف، وبعضهم يقول حَثيرَةٌ، بالثاء. ويقال: حَتِّرْ لَنا أَي وَكِّرْ لنا، وما حَتَرْتُ اليوم شيئاً أَي ما ذُقْتُ. والحَتْرَةُ، بالفتح: الرَّضْعَةُ الواحدة. والحَتْرُ: الذكر من الثعالب؛ قال الأَزهري: لم أَسمع الحَتْرَ بهذا المعنى لغير الليث وهو منكر.