حَيَنَ 

مقاييس اللغة لابن فارس
(حَيَنَ)الْحَاءُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ، وَالْأَصْلُ الزَّمَانُ. فَالْحِينُ الزَّمَانُ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ. وَيُقَالُ عَامَلْتُ فُلَانًا [مُحَايَنَةً] ، مِنَ الْحِينِ. وَأَحْيَنْتُ بِالْمَكَانِ: أَقَمْتُ بِهِ حِينًا. وَحَازَ حِينَ كَذَا، أَيْ قَرُبَ. قَالَ:

وَإِنَّ سُلُوِّي عَنْ جَمِيلٍ لَسَاعَةٌ...مِنَ الدَّهْرِ مَا حَانَتْ وَلَا حَانَ حِينُهَاوَيُقَالُ حَيَّنْتُ الشَّاةَ، إِذَا حَلَبْتُهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَيُقَالُ حَيَّنْتُهَا جَعَلْتُ لَهَا حِينًا. وَالتَّأْفِينُ: أَنْ لَا تُجْعَلَ لَهَا وَقْتًا تَحْلِبُهَا فِيهِ. قَالَ الْمُخَبَّلُ:

إِذَا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيَالَكَ أَفْنُهَا...وَإِنْ حُيِّنَتْ أَرْبَى عَلَى الْوَطْبِ حِينُهَا

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْحِينُ حِينَانِ، حِينٌ لَا يُوقَفُ عَلَى حَدِّهِ، وَهُوَ الْأَكْثَرُ، وَحِينٌ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}} [إبراهيم: 25] . وَهَذَا مَحْدُودٌ لِأَنَّهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ.

وَأَمَّا الْمَحْمُولُ عَلَى هَذَا فَقَوْلُهُمْ لِلْهَلَاكِ حَيْنٌ، وَهُوَ مِنَ الْقِيَاسِ، لِأَنَّهُ إِذَا أَتَى فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ حِينٍ، فَكَأَنَّهُ مُسَمًّى بِاسْمِ الْمَصْدَرِ.

اعْلَمْ أَنَّ الْأَلِفَ فِي هَذَا الْبَابِ لَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مِنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ. وَالْكَلِمَاتُ الَّتِي تَتَفَرَّعُ فِي هَذَا الْبَابِ فَهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَبْوَابِهَا، وَأَكْثَرُهَا فِي الْوَاوِ، فَلِذَلِكَ تَرَكْنَا ذِكْرَهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.