حدث
لسان العرب لابن منظور
[حدث]فيه: فوجدت عنده "حداثاً" أي جماعة يتحدثون، وهو جمع شاذ. وفيه: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك و"يتحدث" أحسن الحديث، جاء في الخبر أن "حديثه" الرعد، وضحكه البرق، لأنه يخبر عن المطر وقربه، فكأنه محدث، أو أراد بالضحك افترار الأرض بالنبات وظهور الأزهار، وبالحديث ما يتحدث به الناس من صفات النبات. وفيه: قد كان في الأمم "محدثون" فإن يكن في أمتي أحد فعمر، فسر في الحديث بالملهمين أي من يلقى في نفسه شيء فيخبر بهحدساً وفراسة يخص به الله من يشاء. ن: وقيل: مصيبون إذا ظنوا فكأنهم حدثوا به، وقيل: تكلمهم الملائكة، وروى: مكلمون، البخاري: أي يجري الصواب على ألسنتهم ولذا قال: وافقت ربي. ط: لم يرد بأن يكن التردد، فإن أمته أفضل الأمم، بل التأكيد نحو إن كنت عملت لك فوفني حقي؛ وقيل: أي وصلوا درجة الأنبياء فإن يكن في أمتي أي لو كان بعدي، لكان عمر كما ورد به الخبر. نه: لولا "حدثان" قومك بالكفر لهدمت الكعبة وبنيتها، حدثان الشيء بالكسر أوله، وهو مصدر حدث، والحديث ضد القديم، أراد قرب عهدهم بالكفر والخروج منه إلى الإسلام، وأنه لم يتمكن الدين في قلوبهم، فلو هدمت ربما نفروا منه. ن: حدثان بكسر حاء وسكون دال يعني بناء الكعبة على أساس إبراهيم يعارضه خوف فتنة قريبي الإسلام لأنهم يرون تغييره عظيماً، قالوا: بنته الملائكة أولاً، ثم إبراهيم، ثم قريش في الجاهلية، وحضره النبي صلى الله عليه وسلم وله خمس وثلاثون سنة أو خمس وعشرون، ثم ابن الزبير، ثم الحجاج واستمر عليه إلى الآن، وقيل: بنيمرتين أخريين أو ثلاثاً، وروى: لولا حداثة عهدهم، بفتح حاء أي قربه. ك: حدثان روى أيضاً بفتحتين، قوله: ولئن كانت، ليس شكاً في قولها لكنه من عادة العرب، وحديث عهد روى بالإضافة، وفعيل يستوي فيه الإفراد وغيره، وجواب لو وخبر حدثان محذوفان، وذلك أن ستة أذرع من الحجر كانت من البيت، فالركنان اللذان فيه لم يكونا على الأساس الأول، وحديث عهدهم، برفعه مع تنوين حديث، فقال ابن الزبير: بكفر، كأن الأسود نسيه فذكره ابن الزبير، وأما التالي- إلخ، فيحتمل كونه مما نسي ومما ذكر، يريد أنه صلى الله عليه وسلم خشي أن يظن قريش أنه غير بنائها ليتفرد بالفخر عليهم. نه ومنه: أعطي رجالاً "حديثي" عهد بكفر أتألفهم، وهو جمع حديث فعيل بمعنى فاعل. ومنه: "حديثة" أسنانهم، كناية عن الشباب وأول العمر. ج: أي شبان لم يكبروا حتى يعرفوا الحق. ك ومنه: في آخر الزمان "حداث" الأسنان سفهاء الأحلام، أي لا يعقلون، يقولون بقول خير البرية، أي النبي صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، وكان ابن عمر يرى الخوارج شرار الخلق لأنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوهما على المؤمنين. قال المذنب تاب الله عليه: وأشر منهم من يجعل آيات في أشرار اليهود على علماء الأمة المعصومة المرحومة طهر الله الأرض عن رجسهم، وأجمعوا على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من المسلمين، وعلى جواز نكاحهم، وأكل ذبائحهم، وقبول شهادتهم، وذكر عند علي: أكفارهم؟ فقال: من الكفر فروا، فقيل: المنافقون؟ فقال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً وهم يذكرون الله بكرة وأصيلا، قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا. وعن "حديثهما" أي أنهما حدثاه به، أو عن جملة ما يتعلق بحديثهما، أو عن قولهما. وح: ما تدري ما "أحدثنا" بعده، إما هضما لنفسه، أو تواضعا، أو نظرا إلى ما وقع من الفتن، يعني يعارض ذلك فضيلة الصحبة. و"أحدث" به عهداً، أي جدد عهد الصحبة، و"حديث" النفس سيشرح في الرؤيا. وكتابنا "أحدث" أينزولا، وإن كان قديماً، مع أن القديم معناه، ومحضاً أي صرفاً لم يشب أي لم يخلط بالتحريف، والعلم هو الكتاب والسنة. نه ومنه: زعمت امرأتي الأولى أنها أرضعت "الحدثى" تأنيث الأحدث أي التي تزوجها بعد الأولى. ن: هو بضم حاء وسكون دال. نه وفيه: من "أحدث" فيها "حدثاً" أو أوى "محدثاً" الحدث الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد، والمحدث بكسر الدال وفتحها فمعنى الكسر من نصر جانياً وأجاره من خصمه، والفتح هو الأمر المبتدع، وإيواؤه الرضاء عنه والصبر عليه وإقرار فاعله. ط: ويدخل فيه حامي الجاني على الإسلام بإحداث بدعة إذا حماه عن التعرض له، أو الأخذ على عاديته. نه ومنه: إياكم و"محدثات" الأمور، بالفتح ما لم يكن معروفاً في كتاب ولا سنة ولا إجماع. وح: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة "أحدثت حدثاً" قيل: هو إنها سمت النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه: "حادثوا" هذه القلوب بذكر الله، أي أجلوها به، واغسلوا الدرن عنها، وتعاهدوها به كما يحادث السيف بالصقال. وفي ح ابن مسعود لما سلم عليه فلم يرد عليه: فأخذني ما قدم وما "حدث" من حدث بالفتح، وضم لمشاكلة قدم، يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة. ك: "أحدث" شيء في الصلاة أي شيء من الوحي يوجب تغيرها. وفيه: لا يزال في صلاة ما "لم يحدث" أي في ثواب صلاة ما لم يأت بالحدث، وهو يعم ما خرج من السبيلين وغيره، وإنما فسره بالضرطة إذ لا يتصور في المسجد غيره، فالظاهر أن السؤال عن الحدث الخاص الواقع في الصلاة. وفيه: يصلي على أحدكم ما "لم يحدث" بضم أوله، فإن أحدث حرم استغفارهم، لتأذيهم برائحته الخبيثة، وروى: ما لم يؤذ بحدث، بالجزم وهو بدل من سابقه، وروى: بالرفع أي يحدث بإخراج شيء من أحد السبيلين، أو بفاحش من يده أو لسانه. وفيه: لا وضوء إلا من "حدث" هو لغة الشيء الحادث، نقل إلى ناقضاتالوضوء، وإلى المنع المترتب عليها. وفي ح منع النساء عن المسجد: ما "أحدث" النساء، أي من حسن الزينة بالحلي، والحلل، والطيب مما يحرك الشهوة. وفيه: صلى ركعتين "لا يحدث" فيهما نفسه، أي بشيء من الدنيا كما في الترمذي، فلا يضر حديث الآخرة، أو في معاني القرآن، وقد كان عمر يجهز الجيوش في الصلاة لكن أوله البعض إذ لا تعلق له بالصلاة، وقيل: المراد ما تسترسل النفس معه ويمكن للمرء قطعه، وما تعذر قطعه يعفى، وإن كان دون من سلم عن الكل، والمغفور الصغائر. ن: أي "لا يحدث" بحديث يجلبه لأنه أضافه إليه فلا بأس بخطرات لا يقدر على منعها، وقيل: يصح حمله على النوعين لأنه ليس فيه تكليف يحرج به بل ترتيب ثواب مخصوص، ثم لا بأس بحديث الآخرة فإن عمر كان يجهز جيشه فيها. ط: أي بشيء من أمور الدنيا وما لا يتعلق بالصلاة، ولو عرض له حديث فأعرض عنه عفى لعفو خواطر هذه الأمة، وقيل: أي لا يكون للرثاء والتلبيس والتعجب. وفيه: فحسر ثوبه من المطر لأنه "حديث" عهد بربه، أي قريب عهده بالفطرة، وأنه المبارك أنزل من المزن ساعتئذ فلم تمسه الأيدي الخاطئة ولم تكدره ملاقاة أرض عبد عليها غير الله تعالى. ن وفيه: أنه يستحب عند أول المطر كشف غير عورته. ك: أي قريب العهد بتكوين ربه. وفيه: إنما كره لمن "أحدث" مر في "أجلسني". وأن "حدثه" لا يشبه "حدث" المخلوقين، أي أحداثه، أعلم أن صفاته الوجودية الحقيقية قديمة كالعلم والقدرة، والإضافية حادثة كالخلق والرزق، فالإنزال حادث والمنزل قديم، والمذكور أي القرآن قديم والذكر حادث، وهو أحدث الأخبارأي لفظاً إذ القديم هو المعنى أو نزولاً. وح: أتى بيهودي ويهودية قد "أحدثا" أي زنيا. وفيه: كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة "حدثني" أي صلى سنة الفجر. وفي أبي داود: كان يحدث بعد الفراغ من صلاة الليل قبل سنة الفجر ولا تضاد لاحتمال حديثه قبل السنة وبعدها، وفيه: أنه لا بأس بالكلام المباح بعد السنة، ابن العربي: ليس في السكوت في ذلك الوقت فضيلة مأثورة وإنما ذلك بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس. ط وفيه: أن الحديث مع الأهل سنة، والفصل بين سنة الفجر وفرضه جائز. ن وفيه: إباحة الكلام بعد سنة الفجر، وهو مذهبنا ومذهب مالك والجمهور، وكرهه الكوفيون. بي وفيه: "حدثنا" رسول الله صلى الله عليه وسلم "حديثين" أي في الأمانة، وإلا فروايات حذيفة كثيرة، والحديثان: حدثنا أن الأمانة، وقوله: ثم حدثنا عن رفعه، قال الشيخ: هما واحد ولعل الثاني حديث عرض الفتن ومر شرحه في "أمانة". ن: ألا "أحدثكم" عني وعن أمي، حديثه عن نفسه من حيث الحكاية حيث لم يذكر شيئاً من حديث نفسه حقيقة، وعن أمه عائشة حقيقة إذ ذكر حكاية ذهابها إلى البقيع وغير ذلك. وفيه: وإياكم و"أحاديث" إلا "حديثاً" كان في عهد عمر، مراد معاوية النهي عن الإكثار من أحاديث بغير ثبت، لما شاع في زمنه من أحاديث أهل الكتاب وكتبهم، فأمرهم بالرجوع إلى أحاديث زمن عمر فإنه كان يضبطهم ويخافون سطوته. ومنه: وقد "تحدث" بنحوه عن أبي رافع، بضم تاء وحاء. وكنا "نحدث" أن أسامة، بضم نون وفتح دال. ط: إنه قد "أحدث" أي أحدث في الدين ما ليس منه من التكذيب بالقدر. وفيه: أي بني "محدث" أي يا بني أحدثه التابعون، ولم يقنت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قيل: هو شهادة نفي فلا يصح مع شهادة جماعة بالإثبات، أو إنه سمع كلمات لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم ولا من أصحابه فاستبدعها. والأحاديث جمع "أحدوثة" وهي ما يحدث به والحديث مثله، ويجوز كون جمع حديث بغير قياس. واتقوا "الحديث" عني إلا ما علمتم، أي احذروا روايةالحديث عني أو الحديث بمعنى المحدث، وعن متعلقة به، أي احذروا مما لا تعلمون لكن لا تحذروا مما تعلمونه. ووجه منع تحديث الحلم يجيء في الرؤيا، وفي نفث. ج: "حدثوا" عن بني إسرائيل ولا حرج، ليس بإباحة الكذب في أخبارهم، ورفع الإثم عن نقل الكذب عنهم، ولكن رخصة في الحديث عنهم على البلاغ وإن لم يتحقق ذلك بنقل الإسناد، لأنه أمر قد تعذر لبعد المسافة وطول المدة. ك: أي لا حرج على من حدث عنهم حقاً أو غيره لأن شريعتهم لا تلزمنا، وإنما الحرج على من حدث عني بغير ثقة، ومر في "آية" وفي "بلغوا عني". غ: من ذكر من ربهم "محدث" أي محدث تنزيله. وأما بنعمة ربك "فحدث" أي بالنبوة مبلغاً. مد: والصحيح أنه يعم جميع النعم ويشمل تعليم القرآن والشرائع. غ: فجعلناهم "أحاديث" يتحدث بهلاكهم. ش: وقال قوم بطهارة "الحدثين" منه صلى الله عليه وسلم، أي البول والغائط، وكذا دمه وسائر فضلاته. وفيه: "حديثهم" حديث أولهم، حديثهم مبتدأ وحديث أول خبر، يعني أنه كان إذا حدث أحدهم أصغوا جميعاً إلى حديثه ولا يقطعونه بمنازعة ومداخلة واعتراض، كما يفعله الجهلة السفلة مع جلسائهم. وقوله: من تكلم عنده أنصتوا له كتفسير له. وح: ما "حدثت" به أنفسها، يجيء في "نفس".