حسب

مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ
[حسب]"الحسيب" تعالى: الكافي بمعنى مفعل، من أحسبني الشيء إذا كفاني، وأحسبته وحسبته بالتشديد أعطيته ما يرضيه حتى يقول: حسبي. ومنه ح: "يحسبك" أن تصوم من كل شهر ثلاثة، أي يكفيك، من أحسبني، ولو روى: بحسبك، أي كافيك والباء زائدة لكان وجهاً. وفيه: "الحسب" المال، والكرم التقوى، الحسب في الأصل الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم، وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف، والمجد والشرف لا يكونان إلا بالآباء، فجعل المال كشرف النفس أو الآباء، يعني أن الفقير ذا الحسب لا يوقر، والغني الذي لا حسب له يوقر ويجل في العيون. ط: الحسب ما يعد من مأثره ومآثر آبائه، والكرم الجمع بين أنواع الخير والشرف والفضائل، وهذا لغة، فردهما صلى الله عليه وسلم إلى ما هو المتعارف وإلى ما عند الله، فالحسيب عندهم من رزق الثروة وبه يوقرون، والكريم عند الله المتقي. نه ومنه ح: "حسب" الرجل خلقه، وكرمه دينه. وح: "حسبه" نقاء ثوبيه، أي يوقر به لأنه دليل الثروة. وح: تنكح المرأة لحسنها و"حسبها" وقيل: هو هنا الفعال الحسن، وسيتم بياناً في تنكح. ومنه ح هوازن: اختاروا إما المال وإما السبي، فقالوا: خيرتنا بين المال و"الحسب" فأنا نختار الحسب، فاختاروا الأبناء والنساء، أرادوا أن فكاك الأسرى وإيثاره على استرجاع المال حسب وفعال حسن، وقيل: المراد "بالحسب" هنا عدد ذوي القرابات، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عد كل واحد مناقب آبائه وحسبها. ط: أربع في أمتي من الجاهلية، الأحسن كون "في أمتي" خبر أربع، و"من الجاهلية" و"لا يتركون" حالان، يعني هذه الخصال تدوم في طائفة: الفخر "بالأحساب" تعداد مآثره، والطعن بالأنساب أي أنساب الغير بنسب نفسه، فيجتمع له الحسب والنسب، أو في نسب نفسه كقوله:إنا بني نهشل لا ندعى لأبن: كيف "حسبه" فيكم" أي نسبه. ويبعث في "أحساب" قومه، أي أفضل أنسابهم، لأنه أبعد من انتحاله الباطل وأقرب إلى الانقياد. نه وفيه: من صام رمضان إيماناً و"احتساباً" أي طلباً لوجه الله وثوابه، من الحسب كالاعتداد من العد، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله: احتسبه، لأن له ح أن يعتد عمله. والحسبة اسم من الاحتساب، وهو في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات البدار إلى طلب الأجر بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر طلباً للثواب. ومنه ح: "احتسبوا" أعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجره وأجر حسبته. وح: من مات له ولد "فاحتسبه" أي احتسب الأجر بصبره، يقال: احتسب فلان ابنه، إذا مات كبيراً وافترطه إذا مات صغيراً، أو معناه اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها، وقد تكرر في الحديث. ك ومنه ح: ألا "تحتسبون" آثاركم أي" ألا تعدون الأجر في خطاكم إلى المسجد فإن لكل خطوة أجراً، وروى "تحتسبوا" وحذف النون بدون ناصب وجازم فصيح. وح: كان الحمس "يحتسبون" على الناس، أي يعطونهم حسبة، وكنا يفيض جماعة الناس أي غير الحمس يدفعون من عرفات. وح: إن شاءت أن "تحتسب" عليك، أي تقضى عنك حسبة أي إرادة الثواب لا الولاء. ن وح: أنفق وهو "يحتسبها" بأن ينوي أداء واجب أو مندوب لوجه اللهفإن من النفقة ما هي واجبة ومنها مستحبة. ط: "احتسبوا" وصبروا ولا حلم ولا عقل، لا حلم تأكيد لمفهوم احتسبوا، لأن معنى الاحتساب أن يبعثه على العمل الإخلاص وطلب رضاء الله لا الحلم والعقل، فحينئذ يتوجه عليه أنه كيف يصبر ويحتسب من لا عقل له ولا حلم؟ فأجاب بأنه إن فني حلمه وعقله يتحلم ويتعقل بحلم اللهوعقله. ومن قام إيماناً و"احتساباً" أي قام لصلاة رمضان وهي التراويح مصدقاً بأنه تقرب إليه، ومحتسباً أجره عليه، ومعتداً به عند الله لا يقصد به غيره. ومنه: "فتحتسبه" أي تعتد ولده فيما يدخل عند الله صفيه، أي مختاره من الولد. ومنه: ولك ما "احتسبته" أي أملت وطمعت. ج وح: من أذن سبع سنين "محتسباً" أي طالباً للثواب على فعله المعتد به عنده. وح: فيمكث فيه صابراً "محتسباً" أي صابراً بقضاء الله محتسباً نفسه عند الله أي يدخرها ويفوض أمرها إليه. نه وفيه: اشترى فتاة بكذا درهماً و"بالحسب" والطيب، أي بالكرامة من المشتري والبائع، والرغبة وطيب النفس منهما، من حسبته إذا أكرمته، أو من الحسبانة وهي الوسادة الصغيرة، من حسبته إذا وسدته وإذا أجلسته على الحسبانة. ومنه ح: ما "حسبوا" ضيفهم، أي ما أكرموه. وفي ح الأذان: كانوا "يتحسبون" الصلاة فيجيبونها بلا داع، أي يتعرفون ويتطلبون وقتها، ويتوقعونه فيأتون المسجد قبل أن يسمعوا الأذان، والمشهور: يتحينون، من الحين أي يطلبون حينها. ومنه كانوا "يتحسبون" الأخبار، أي يتطلبونها. وفيه: إذا هبت الريح يقول: لا تجعلها "حسباناً" أي عذاباً. در: "الحسبان" بالضم العذاب والحساب. غ: "عطاء حساباً" كافياً. و"حسبك الله ومن اتبعك" أي كافيك الله وفيمن اتبعك كفاية إذا نصرهم الله، أو حسبك الله وحسب من اتبعك. و"كفى بنفسك اليوم حسيبا" أي كفى بك لنفسك محاسباً. و"الشمس والقمر بحسبان" أي يجريان بحساب على منازل لا يجاوزانها. و"حسباناً من السماء" هو المرامي الصغار، شبه العذاب بها. و"بغير حساب" بغير تقتير وتقدير. و"منحيث لا يحتسب" لا يظن من حسبت، أو لم يكن في حسابه من حسبت. واحتسبت المتوفى أي احتسبت الأجر بصبري على ما مضى من حرقة المصيبة. والحسب الفعال الحسن للرجل ولآبائه لأنه إذا تفاخر عده وحسبه، فالعد حسب، والمعدود حسب، كالعد والعدد. ك: و"حسابهم" على الله، أي في أمر سرائرهم، وأمان حن فنحكم بالظواهر من أقوالهم وأفعالهم، أو هذه العصمة باعتبار أحكام الدنيا، وأما أمور الآخرة من الجنة والنار فإلى الله، وفيه أنه تقبل توبة كافر من غير فرق بين كفر ظاهر وباطن. وح: "فحسبت" ما عليه من الدين بفتح سين. وفيه: "حسبك" مناشدتك ربك، أي كفاك فإنه سينجز لك وعدك، الخطابي: لا يتوهم أن أبا بكر كان أوثق بوعد ربه، لأنه لا يجوز مطلقاً، فالمعنى فيه الشفقة على أصحابه وتقويتهم غذ كان أول مشهد في لقاء العدو، فابتهل في الدعاء ليسكنهم إذ كانوا يعلمون أن وسيلته مقبولة. و"بحسبان" كحسبان الرحى، وهو العود المستدير الذي باستدارته تستدير المطحنة، أي يدوران في مثل قطب الرحى، وقيل جمع حساب، وهو معنى قول ابن عباس: بحساب ومنازل، أي يجريان في منازلهما بحساب لا يغادر ذلك. وأبي بن كعب "يحسب" أن ابنتي حضرت، أي يظن الراوي أن أسامة لا يجزم بمصاحبة ابن كعب في ذلك الوقت، أو المعنى يظن الراوي أنها أرسلت أن ابنتي لا يقطع بالبنت، لما مر في رواية أن ابنا قبض. ن: "احسبه" قال جويرية أو البتة ابنة الحارث يعني أن يحيى قال: أصاب بنت الحارث وأظن أن شيخي ابن أخضر سماها لي جويرية إما ظناً أو البتة أي جزماً وقد مر في الباء. وفأتى بكرسي "حسبت" قوائمه حديداً وترك خطبته، حسبت في جميعها، وعند ابن خيثمة: خلت، بكسر خاء وسكون لام، وعند بعض: خشب، بخاء وشين معجمتين، وروى: خلب، بضم خاء وآخره موحدة، وفسره بالليف، وهما تصحيف، والصواب: حسبت، ولعله كان من خشب سود فحسبه من حديد، وإنما ترك خطبته لأن تعليم كيفية الإسلام على الفور، وإنما قعد على الكرسي ليراه الباقون. تو: ثم قال: "لا تحسبن" ولم يقل: لا تحسبن، أنا من أجلكذبحنا الأول بكسر سين أي نطق صلى الله عليه وسلم بالكسر، لا بالفتح، وأراد صلى الله عليه وسلم إنا لم نتكلف لكم بالذبح لئلا يمتنعوا منه، وليتبرى عن التعجب، والاعتداد على الضيف. ش: "حسب" ما ذكره بسكون السين أي على مقتضاه. شم: بفتحها وقد تسكن أي قدره وعدده. ش: "حسب" ابن آدم لقيمات، بالسكون. ط: "أحسبه" قال تواضعاً، أي قال: أظن النبي صلى الله عليه وسلم قال تواضعاً، وهو مفعول له لقوله: لبس ثوب جمال توجه الله، أي ألبسه تاجاً. وفيه: "حسبك" من نساء العالمين مريم وعائشة- إلخ، مريم خبر حسبك، ومن نساء متعلق بحسبك، والخطاب عام أو لأنس أي كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء. و"حسبي حسبي" أي كفاني في تسليتي عن الحزن هذه الكرامة من ربي، وكان حزنه من كسر رباعيته يوم أحد.