الصفحة 4 من 17

معها .

ويتمثل في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والأصول التي تقوم عليها، لتتمثل فيها العبودية الكاملة لله وحده .

ويتمثل في التشريعات القانونية، التي تنظم هذه الأوضاع، وهو ما يطلق عليه اسم"الشريعة"غالباً بمعناها الضيق الذي لا يمثل حقيقة مدلولها في التصور الإسلامي .

ويتمثل في قواعد الأخلاق والسلوك، في القيم والموازين التي تسود المجتمع، ويقوم بها الأشخاص والأشياء والأحداث في الحياة الاجتماعية .

ثم .. يتمثل في"المعرفة"بكل جوانبها، وفي أصول النشاط الفكري والفني جملة .

وفي هذا كله لا بد من التلقي عن الله، كالتلقي في الأحكام الشرعية - بمدلولها الضيق المتداول - سواء بسواء ..

والأمر في"الحاكمية"- في مدلولها المختص بالحكم والقانون - قد يكون الآن مفهوماً بعد الذي سقناه بشأنه من تقريرات .

والأمر في قواعد الأخلاق والسلوك، وفي القيم والموازين التي تسود المجتمع، قد يكون مفهوماً كذلك إلى حد ما ! إذ أن القيم والموازين وقواعد الأخلاق والسلوك التي تسود في مجتمع ما ترجع مباشرة إلى التصور الإعتقادي السائد في هذا المجتمع، وتتلقى من ذات المصدر الذي تتلقى منه حقائق العقيدة التي يتكيف بها ذلك التصور .

إن الإسلام تصور مستقل للوجود والحياة، تصور كامل ذو خصائص متميزة، ومن ثَمَّ ينبثق منه منهج ذاتي مستقل للحياة كلها، بكل مقوماتها وارتباطاتها، ويقوم عليه نظام ذو خصائص معينة .

هذا التصور يخالف مخالفة أساسية سائر التصورات الجاهلية قديماً وحديثاً، وقد يلتقي مع هذه التصورات في جزئيات عرضية جانبية، ولكن الأصول التي تنبثق منها هذه الجزئيات مختلفة عن سائر ما عرفته البشرية من نظائرها .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام