الصفحة 4 من 110

وقد أطنب الشيخ في بيان معنى توحيد العبادة في كثير من مؤلفاته ورسائله ، وأجاد وأفاد ، ومن ذلك قوله رحمه الله: (( إن الله تبارك وتعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إلينا على حين فترة من الرسل ، فهدى الله به إلى الدين الكامل ، والشرع التام ، وأعظم ذلك وأكبره وزبدته هو إخلاص الدين لله بعبادته وحده لا شرك له ، والنهي عن الشرك ، وهو أن لا يدعي أحد من دونه الملائكة والنبيين فضلاً عن غيرهم .. وجميع العبادة لا تصلح إلا له وحده لا شريك له ، وهذا معنى قول: (( لا إله إلا الله ) )، فإن المألوه هو المقصود المعتمد عليه ، وهذا أمر هيّن من لا يعرفه ، كبير عظيم عن من يعرفه )) (1)

وهو دين الرسل الذي أرسلَهم الله به إلى عباده، فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وداً وسواعًا ويغوث ويعوق ونسراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقوله: (( وهو دينُ الرسل الذي أرسلَهُم اللهُ به إلى عبادِهِ ) )

: ودليله قوله تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ) ) ( النحل: 36) .

والدين مصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول ، فإذا أضيف الدين إلى العبد أو الرسول فلأنه العابد المطيع ، وإذا أضيف إلى الله تعالى فلأنه المعبود المطاع (2)

وقوله: (( فأولهم نوحٌ عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وداً وسواعا ويغوث ويعوق ونسراً ) )وأما الدليل على أن نوحاً عليه السلام أول رسول فكما جاء في حديث الشفاعة: (( فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ) ) (3)

(1) - الدرر السنية 2/21 باختصار .

(2) - انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 15/158 .

(3) أخرجه البخاري في ك الأنبياء ح (3340) ، ومسلم ، ك الإيمان ح (327) ، وانظر: شرح كشف الشبهات للشيخ ابن عثيمين ص 17 .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام