ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرّف الشيخ - رحمه الله - التوحيد ببعض أفراده وهو توحيد العبادة ، كما فعل بعض العلماء السلف المتقدمين ، (( فقد سئل ابن سريج( ت 306هـ ) رحمه الله: ما التوحيد ؟ قال: توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله )) (1) .
وإن كان التوحيد يطلق على ما هو أعم من ذلك ، حيث يراد به: إفراد الله تعالى بالألوهية والربوبية وكمال الأسماء والصفات (2)
وعرّفه بعض أهل العلم بـ (( إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به ) ) (3)
وإنما عرّف الشيخ - رحمه الله - التوحيد بأهم أنواعه وآكدها ؛ لأن توحيد العبادة هو الغاية والقصد ، وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات ( العلمي الخبري ) فهو وسيلة وسبب في تقرير العبادة ، فلا يصح إسلام شخص حتى يحقق توحيد العبادة ، إضافة إلى أن توحيد العبادة يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات ، وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات ، فيستلزم توحيد العبادة .
(1) - أخرجه قوام السنة الأصفهاني في الحجة في بيان المحجة 1/96.
(2) - انظر: مذكرة التوحيد للعلامة عبد الرزاق عفيفي ص 5 ، ولوامع الأنوار للسفاريني 1/57 .
(3) - شرح كشف الشبهات للشيخ محمد بن عثيمين ص 15 .