الصفحة 1 من 2

يقول تعالى: (( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال احطّتُ بما لم تُحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين * إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألاّ يسجدوا لله الذي يُخرج الخبء من السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تُعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) )

وتتحرك الغيرة على العقيدة في قلب طير من الطيور ويأبي أن يرى أحداً يسجد لغير الله لأنه علم أن الشرك شؤم ووبال، وهي حقيقة يجب أن يعرفها الجميع.

كيف يسجدون لغير الله؟ وكيف تخضع رؤوسهم وتنحني رقابهم أمام المخلوقين؟؟ كان المفروض أن يرتفع الرأس ويشرئب العنق وتنتصب القامة أمام المخلوقات لأن المخلوقين سواسية أمام الله في العبودية، وإن كانوا يتفاوتون في المقامات ... فالجبهة لا تذل إلا لله، والظهر لا ينحني إلا لواهب الحياة، وهي كرامة أعطاها الله للإنسان الكريم.

فالعبودية بالنسبة للإنسان مقام عالٍ، لا يختارها إلا العارفون، فرسول الله صلى الله عليه وسلم خيّره الله بين أن يكون ملكاً رسولاً أو عبداً رسولاً فاختار جناب العبودية على مقام الملك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم عرف الحقيقة، وكيف لا يعرفها وهو معلم الحكمة؟!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام