الصفحة 1 من 84

الرسالة المدنية

في بيان العقيدة السنية

الشيخ العلامة:

حمد بن ناصر بن معمر

مقدمة

الحمد لله الدائم والصلاة والسلام على النبي الخاتم وبعد:

فقد دأب العالم عبر الدهور ومر العصور على تحقيق غايات وأمنيات لأعز ما يملكونه وأقدس ما يعظمونه، ومن أعز ما يمتلكه البشر مقوماته الإيمانية ومن أقدس ما يعتز به الإنسان هو الدين الذي ينتمي إليه حقًا كان أو باطلاً.

وقد برز اهتمام العالم بمقدساته الدينية منذ أحقاب كانت فبانت، ولا يزال عامل الوراثة وتلقى الحاضرين عن الغابرين يجعل اهتمام الناس بمقدساتهم أمراً ضرورياً تفرضه الحاجة والتقليد والوراثة.

هذا عرض موجز لحالة الإنسان وطبعه وميوله منذ القدم فما الذي جد في عالم البشر؟

هو ابتعاث أنبياء الله ورسله لتقويم أعمالهم وهدايتهم إلى الصراط السوي السليم، ومنطلق الأنبياء هو ما يتلقونه من وحي الرسالة وإلهام الله لهم بالحكمة والتشريع الإلهي لهداية الخلق إلى الحق ، فهدى الله من أراد الله هدايته وتوفيقه .

وفي العصر الأموي وبداية العصر العباسي ظهرت النزعة العقلية المستقاة من مدارس اليونان والرومان وما تلقوه من أرسطو وسقراط وأفلاطون وغيرهم ممن كانوا يقولون بالمنطق والجدل حتى زعموا أن العقل مصدر كل تشريع ونسوا أو تناسوا شرع الله تعالى في أصول الدين ومقومات الإيمان. أخذ بهذا المسلك طائفة من المنتسبين إلى الإسلام كابن سينا وابن الفارض والتلمساني وابن عربي وغيرهم ممن قدموا العقل على النقل في باب أسماء الله وصفاته فقالوا إن العقل هو السبب الأول في تصديق النقل، إذاً فليكن العقل هو مصدر التشريع الأول فضلوا وأضلوا وتأولوا أسماء الله وصفاته بل وجحدوها وأنكروا معانيها !

فكان حقاً على كل من هداه الله إلى معرفة الحق بدليله أن يكشف خطر تلك الأقاويل والترهات المظلمة بأشعة أنوار الهدى وطمس حنادس الظلمة وغياهب الكفر والإلحاد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام