الصفحة 2 من 84

وقبل قرنين من الزمن ظهر التجديد والإصلاح في جزيرة العرب على أيدي هداة مهتدين كرسوا جهودهم لبيان منهج الحق بدليله وتحقيق العبودية لله عز وجل والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن مبدأ ما أظهروه وذكروا الناس به أن التوحيد ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.

أما الأول فإنه لم يقع فيه خلاف بين الأنبياء وأممهم إلا ما ندر من الدهريين والملحدين .. وأما الثاني فهو الذي حصل فيه الخلاف وهو توحيد الله بأفعال العباد.

النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهذا النوع شابه من الشبهات مما أثاره علماء الكلام والمنطق والجدل وممن سبقت الإشارة إليهم، وقد سئل العلامة الفهامة الشيخ حمد بن ناصر بن معمر عن معتقد إمام الدعوة المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أسماء الله وصفاته فأجاب الشيخ حمد في رسالته المرسومة بـ"الرسالة المدنية في بيان العقيدة السنية"وأطلع القارئ على ما يعتقده إمام الدعوة وأتباعه وإخوانه في باب أسماء الله وصفاته وما عليه السلف الصالح ممن يجعلون النقل الشرعي مصدراً للتصديق والإذعان.

والرسالة بكاملها بخط جيد كتبت عام 1273هـ بقلم ( شريدة علي الطيار ) ولم نعثر على طباعتها في الدواوين والمجاميع من كتب ومؤلفات تلاميذ الدعوة السلفية النجدية ، لذا جعلت من صالح أعمالي نشر هذه الرسالة وبثها وإشاعتها لبيان حقيقة المعتقد السليم والمنهج القويم في باب أسماء الله وصفاته، والرسالة بجملتها نقول من كتب أئمة الدعوة والإصلاح ، وجلها من كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية على المعطلة والجهمية للإمام ابن القيم الجوزية .. وجرت عادة بعض من السلف عدم الإحالة وذكر من نقلوا عنه ولهذا لم يشر المؤلف إلى نقله وتدوينه من كتب أخرى حيث أن الحق فيه أبلج .. فرحم الله من كتب أو نقل لأن القصد إظهار الحق وبيانه وكشف الزيغ والضلالة .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام