... قال ابن الصلاح [1] في قول عبد الرحمن بن مهدي السابق: (( السنة هاهنا ضدَّ البدعة ، و قد يكون الإنسان من أهل الحديث و هو مبتدعٌ ، و مالك - رضي الله عنه - جمع بين السنتين فكان عالماً بالسنة أي الحديث ، و مُعتقداً للسنة ، أي كان مذهبه مذهب أهل الحقِّ من غير بدعة ) ) [2] ..
... و قد كان أئمة السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، يُطلقون اسم السنة على الاعتقاد الصحيح ، الذي يقابل البدعة ، و يُضادُّها ، كما في قول سفيان بن عيينة [3] : ((
(1) ... ابن الصلاح ، هو: تقي الدين ، أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الشهرزوري الشافعي ، ولد بسنة 597 هـ / 1201 م ، و تفقه على والده بشهرزور ، ثم ارتحل إلى البصرة ، فدمشق ، فبيت المقدس ، دَرَّس بالمدرسة الصلاحية ، في بيت المقدس ثم بالرواحية بدمشق ، ثم صار شيخ الدار الأشرفية ، أشهر مؤلفاته كتاب علوم الحديث ، عاش ستاً و ستين سنة ، و توفي بدمشق سنة 643 هـ / 1246 م ، و دفن بمدافن الصوفية .
انظُر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ، 23 / 140 , تذكرة الحفاظ 4 / 1430 ، شذرات الذهب 5/ 221 .
(2) ... فتاوى و مسائل ابن الصلاح ، ص: 213 .
(3) ... سفيان بن عيينة ، هو: أبو محمد الهلالي ، الكوفي ، ثم المكي ، الحافظ الكبير، أتقن ، و جوّد ، و جمع و صنف ، و عمر دهراً ، و ازدحم عليه الخلق ، و انتهى إليه علو الإسناد ، و رحل إليه من البلاد . قال عنه الشافعيُّ: ( ما رأيت أحسن تفسيراً للحديث منه ) . و قال أيضا: ( لولا مالك و سفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز ) . توفي سنة 198 هـ / 814 م .
انظُر ترجمته في: طبقات ابن سعد 5 / 497 ، الجرح و التعديل 1 / 32 - 54 و 4 / 225 ، حلية الأولياء 7 / 270 ، تاريخ بغداد 9 / 174 ، وفيات الأعيان 2 / 391 ، سير أعلام النبلاء 8 / 454 .