... و روي عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - في هاتين الآيتين قوله: (( أمر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف و الفرقة ، و أخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء
والخصومات في دين الله )) [1] .
... أما الأخبار الواردة في هذا الباب فكثيرة جداً و منها:
... قوله - صلى الله عليه وسلم - في وصيته لحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - [2] :
(1) ... إسناده لا بأس به:
... أخرجه الطبري في"تفسيره"5 / 397 ( 14171 ) ، و ابن أبي حاتم في"تفسيره" ( 1134 ) ، و الآجري في"الشريعة"1 / 116 ( 4 ) ، و ابن بطة في"الإبانة"1 / 275 ( 105 ) من طرق عن عبد الله بن صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - به .
علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس منقطع ، لكن قال المزي في"تهذيبه"20 / 490: بينهما مجاهد .
قلت: و مجاهد إمام ثقة جليل .
و معاوية بن صالح ، هو الحمصي ، قاضي الأندلس ، و ثّقه جُلّ المحدثين ، قال فيه الترمذي: ( ثقة عند أهل الحديث ، و لا نعلم أحداً تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان ) .
انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10 / 209 - 212 .
و عبد الله بن صالح ، هو كاتب الليث بن سعد ، قال الذهبي في"المغني في الضعفاء" ( 4383 ) : ( صالح الحديث له مناكير ) .
(2) ... حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، هو: ابن جابر العبسي اليماني ، أبو عبدالله ، صحابي جليل ، من المهاجرين ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، شهد مع أبيه أحداً ، فاستشهد أبوه فيها ، قتله بعض الصحابة غلطاً ، ولي إمرة المدائن لعمر ، و بقي عليها إلى خلافة عثمان ، و بها كانت وفاته بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه - بأربعين ليلة .
انظُر ترجمته في: أسد الغابة 1 / 468 ، الإصابة 2 / 223 ، سير أعلام النبلاء 2 / 361 ، الحلية 1 / 270 ، شذرات الذهب 1 / 32 .