الصفحة 4 من 232

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله الذي خلقنا لعبادته وأمرنا بتوحيده وطاعته وأنزل بذلك كتبه وأرسل به رسله مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وقيوم السموات والأرضين الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه الذي أرسله الله رحمة للعالمين، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أرسله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا وحتى أتاه اليقين من ربه وقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد الذي ألفه الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي المولود عام 1115هـ والمتوفى عام 1206هـ رحمه الله تعالى. ألفه لما رأى حالة الناس وما هم عليه من الشرك وعبادة غير الله ودعوة غيره والذبح لغيره وصرف أنواع العبادة لغير الله فرأى من واجبه الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله فجاهد في الله حق جهاده وألف عدة مؤلفات قيمة ومن أهمها هذا الكتاب القيم الذي هو من أهم الكتب المصنفة في التوحيد وهو مستفاد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فأقام الله هذا الإمام في أهل نجد مقام نبي وأيده بالأمراء العادلين والأئمة المهديين من آل سعود وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود رحمه الله فصار يجاهد ويناضل #

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام