فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 19

قال صلى الله عليه وسلم: (يقول عز وجل: يا ابن آدم انك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا - أي بملء الأرض خطايا - ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا غفرت لك) . وهذا من فضل الله عز وجل لمن جاء محققا التوحيد والإيمان، ولو وقع فيما يقع فيه بنو آدم من الأخطاء والذنوب، ولو تلبس بما لا ينبغي ان يتلبس به المؤمن.

التوحيد كلما قوي، والأيمان كلما امتلأ به قلب الإنسان ويقينه وشعوره ووجدانه، فان ذلك بلا ريب هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.

التوحيد في الدنيا سبيل نجاة، لان الإنسان إذا وحد الله سبحانه وتعالى واقر له بالربوبية والألوهية وانقاد لشرعه ودينه: سلم بذلك ماله ودمه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام) . هذا في الدنيا.

وفي الآخرة، تكون النجاة من عذاب الله عز وجل، أما ابتداء - وهذا من فضل الله - وهؤلاء هم الذين حققوا التوحيد قولا وعملا، فكان لهم الاهتداء التام والأمن التام الذي ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} . ثبت في البخاري وغيره ان هذه الآية لما نزلت شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه؟! - ظنوا أن ذلك في المعاصي والذنوب، ولا شك إنها من ظلم النفس - فبين النبي صلى الله عليه وسلم إن المقصود: الشرك. قال: (ألم تقرءوا قول العبد الصالح يا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام