فانظر أيها الأخ الكريم، مع من هذا الخطاب؟ انه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللرسل من قبله {ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك} هذا الخطاب وهذا الإنذار وهذا التخويف.
هذا لرسول الله، وهل في البشر جميعا وفي خلق الله قاطبة من دعا إلى التوحيد وصابر عليه ورابط وحذر من الشرك وزجر كرسول الله صلى الله عليه وسلم والرسل من قبله؟!. لا بإجماع كل العقلاء في هذه الدنيا.
ومع ذلك فان هذا التحذير يقال له صلى الله عليه وسلم.
وكما في آيات الأنعام بعد أن ذكر الأنبياء وقصصهم: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} .
فالشرك يدمر الأعمال ويحبطها. ولو أن الله تبارك وتعالى يريد عبادات بلا توحيد وإن خالطها الشرك ونواقض الإيمان، لكان عباد النصارى ورهبانهم ورهبان الهندوس والبوذيين اكثر الناس إيمانا، لأنهم اكثر الناس اجتهادا في العبادة!. بل لكان الخوارج اكثر هذه الأمة إيمانا، لأنهم كما قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام - الذين عبدوا الله عز وجل كما شرع وأمر - قال: (تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وعبادتكم إلى عبادتهم) . لكن لما تلبسوا بما تلبسوا به من الانحراف والبدعة والضلال، لم ينفعهم.
فتبين ان تصحيح الاعتقاد واصل الإيمان والدين هو الأساس الذي يجب ان تبنى عليه بقية الأعمال، وإذا صح ذلك - أي الاعتقاد - فان العبد يكون على سبيل النجاة وان ارتكب ما ارتكب، كما جاء في قوله عز وجل في الحديث القدسي،