فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 75

الحقيقة الثانية: أن أصحاب رسول الله ^ لم يجهلوا معاني صفات الله تعالى ولا ارتابوا في وصف الله عز وجل بها بل ولا سألوا رسول الله ^ عن شيء منها . وهم الذين سألوه عن الأنفال واليتامى والأهلة والخمر والميسر والمحيض وغيرها . ولا يجوز لنا أن نفهم أن العلم بأمر المحيض أعظم شأنا وأجل مكانة عند الصحابة من معرفة صفات الله التي هي أعظم أسباب محبته وإجلاله 2. ولا يجوز أن نعدل عن طريقتهم فيها إلى طريقة المتفلسفة والمتكلمين الذين هم - كما وصفهم الشيخ أحمد بن عبد السلام - قد أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة ?فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ? [الأحقاف:23] .3

وقال الشعراني - كما نقل عنه ابن فودي رحمهما الله - وهو يتحدث عن أرباب الكلام: فقطعوا عمرهم برد خصوم متوهمة أو خصوم موجودة لكن بلازم المذهب وذلك ليس بمذهب على الراجح. ويتخيل لصاحب الكلام في مثل ذلك أنه يتكلم مع غيره بل مع نفسه ... إلى أن قال: ..فالعاقل اليوم من اشتغل بالعلوم الشرعية لقيام الدين بها فإنك لو مت ولم تعلم الكلام لم تسئل عنه"4."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام