فإن الله عز وجل قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا . وإكمال هذا الدين يعني أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه لم يرحل عن الدنيا إلا بعد أن بيّن للأمة كل مل تحتاج إليه من أمور الدين بحيث لا يبقى فيه أي لبس أو اشتباه، أو حاجة إلى بيان أحد سواه. وأعظم ذلك وأشرفه هو معرفتهم بربهم بأسمائه وصفاته لأن ذلك أعظم دعائم الدين ومبادئه. وههنا حقائق أود تنبيه القارئ الكريم عليها:
الحقيقة الأولى: أن العقيدة مرجعها إلى كتاب الله وسنة رسوله المصطفى ^ لا إلى أهواء الناس وأقيستهم ، وأنه ليس هناك أعلم بالله من الله ، ولا من الخلق أعلم به من رسول الله ^ . كما أنه ليس هناك أنصح للأمة ولا أحسن بيانا ولا أعظم بلاغا منه ^ . فإذا ثبت وصف الله عز وجل بشيء من الصفات في كتابه الكريم أو ثبت ذلك في سنة نبيه المصطفى الأمين وجب على المسلم اعتقاد ذلك وأنه هو التنزيه اللائق بذاته جل جلاله . قال الله تعالى: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا?. [الأحزاب: 36] .