فهذه لا تذم شرعًا بشروط:
1 -ألا تشغله عن طاعة الله الواجبة، فإنه حينئذ مذموم.
2 -ألا تكون داعية إلى معصية الله، فإنه مذموم حينئذ.
3 -ألا يكون حبه على درجة التتيم، المتضمن الذل والخضوع والتعظيم والإجلال والخوف. وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) ).
وهكذا كل من أحب شيئًا بالحب الذي يكون لله فقد أشرك بالله، وإن كان أصل الحب كان فطريًا، إلا أنه تطور إلى درجة التتيم ـ العبادة ـ، وعلى هذا فهذا النوع من المحبة وإن لم تدخل بذاتها في أنواع الشرك، إلا أنها تكون سببًا للشرك في بعض الأحيان، وهذا ما نراه في عصرنا هذا ـ كما سيأتي بيان نماذج من هذا النوع من المحبة المؤدية إلى الشرك فيما بعد ـ.
وعلى هذا: فالمحبة التي تعتبر شركًا خالصًا هي المحبة مع الله؛ لأنه ـ كما سبق ـ لا يمكن أن توجد محبة لذاته ـ المتضمن للتتيم والعبادة ـ إلا الله، وكل من أحب مع الله أحدًا فقد أشركه في المحبة لذاته، وهي القسم الرابع منها؛ لأنها تستلزم التعظيم والذل والعبودية، وهي المذكورة في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) .