2-اعلم - أرشدك الله لطاعته-: أن الحنيفيّة ملّة إبراهيم: أن تعبد الله مخلصاً له الدين، كما قال -تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِِ} [الذاريات:56] .
= يتب ولم يستغفر فهذه علامة الشقاء. وقد يقنط من رحمة الله ويأتيه الشيطان ويقول له: ليس لك توبة.
هذه الأمور الثلاث: إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر هي عنوان السعادة، من وُفِّق لها نال السعادة، ومن حُرم منها - أو من بعضها- فإنه شقي.
2-"اعلم أرشدك الله"هذا دعاء من الشيخ -رحمه الله-، وهكذا ينبغي للمعلم أ، يدعو للمتعلم.
وطاعة الله معناها: امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
"أن الحنيفية ملة إبراهيم"الله -جل وعلا- أمر نبينا باتباع ملة إبراهيم، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 123] .
والحنيفية: ملة الحنيف وهو ملة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام-، والحنيف هو: المقبل على الله المعرض عما سواه، هذا هو الحنيف: المقبل على الله بقلبه وأعماله ونياته ومقاصده كلها لله، المعرِض عما سواه، والله أمرنا باتباع ملة إبراهيم: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78] .
وملة إبراهيم:"أن تعبد الله مخلصاً له الدين"هذه الحنيفية، ما قال:"أن تعبد الله"فقط، بل قال:"مخلصاً له الدين"يعني: وتجتنب الشرك، لأن العبادة إذا خالطها الشرك بطلت، فلا تكون =