وإنه لما أثير هذا الإشكال وصار قضية عامة وكثر سؤال الطلاب عنه وعن مراجعه وعن حقيقة جوابه رأيت أنه لزاماً علي أن أكتب فيه ما يفتح به المولى جل جلاله في هذه المسألة مما يكون شافياً للنفوس ومُذْهِباً ظلمة هذا الإشكال بنور العلم المستمد من الكتاب والسنة, ومطفئاً للنار التي أوقدها هذا الأستاذ عفا الله عنه بهذا السؤال التافه الذي يدل على قلة علمه ونقص فهمه وقصور حكمته وهو من القوادح في فطنته, ولأن الإجابة عن هذا التساؤل منثورة في بطون الكتب المطولة وقد لا يجد الطلبة وقتاً ولا جهداً في البحث عنه فأحببت أن أعينهم بما يسره الله لي من الفهم في هذه المسألة, والله وحده المتفضل على عبده الضعيف العاجز فبه أستعين وعليه أتوكل ومنه أستمد الفضل فإنه سبحانه الموصل لكشف مثل ذلك, فإليك الجواب الشافي والكافي إن شاء الله تعالى فإن وجدت فيه الكفاية فهو من فضل الله وحده لا شريك له وإن وجدت غير ذلك فهو من تقصيري وزللي والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله أعلم .
( فصل )