بسبب حصول الإشكال في فهم بعض الآيات والأحاديث المتعلقة بهذه المسألة العظيمة ولقلة ما كتب في هذا الموضوع وقد كتب في ذلك بعض المعاصرين فجرى على عدم التفريق وأعتبر هذا غير كاف في نقل كلام أهل العلم في المسألة وتحريرها ولا أعتبر أني جئت بجديد وحسبي أني جمعت شيئا من الأدلة وأقوال أهل العلم ليتضح للقارئ الفرق بين النبي والرسول ، وهذا تفريق مهم لأنه متصل بالعقيدة ، وفيه إعطاء كل ذي حق حقه ، وإنزال الأنبياء منازلهم والرسل منازلهم . وهذا يعد من كمال التعظيم والتقدير لأنبياء الله ورسله ، ومن كمال العدل في حقهم . وقد حاولت أني لا أذكر إلا حديثا صحيحا كما هي طريقتي . ولا يفوتني أن أشكر الأخ الفاضل /حسين بن أحمد المنيفي الجرشي حفظه الله وبارك في علمه وثبته على دينه ونجاه من الفتن ما ظهر منها وما بطن . على تعاونه معي في جمع هذه الرسالة فالله أسأل أن ينفع بها إنه ولي ذلك والقادر عليه .
تعريف النبي لغة واصطلاحا
أما لغة فخلاصة تعريفات أهل اللغة للنبي تتلخص في ثلاثة أقوال:
1-أن معناه المنبئ عن الله المبلغ شرعه ـ بالهمز وبدونه ـ وهذا التعريف عليه أكثر أهل اللغة.
انظر"لسان العرب" (1/162) "مختار الصحاح" (ص642) "معجم مقاييس اللغة" (5/385) "النهاية" (5/3-4) .
2-أنه مشتق من النبو وهو الارتفاع . والنبي على هذا التعريف معناه: المفضل على سائر الناس برفع منزلته فهو ارتفع على الخلق وعلا قدره فيهم. وعلى هذا التعريف مجموعة من أهل العلم . انظر"لسان العرب" (15/302) "معجم مقاييس اللغة" (5/385) "اشتقاق الأسماء"للزجاجي (ص294) .
3-معناه الطريق ، وسمي النبي به لأنه طريق إلى الهدى . والتعريفات الثلاثة صحيحة ، فإن الأنبياء هم المصطفون بالوحي من الله , المبلغون شرعه , السائرون عليه .
وأما اصطلاحا فللعلماء تعريفات كثيرة وخلاصتها:
هو عبد اصطفاه الله بالوحي إليه والعمل به .