الصفحة 15 من 31

مثال ذلك: قوله تعالى {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون} (2)

لقد سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة تعنتا وإنكارا، فأمره الله عزوجل أن يرد عليهم جواباً مطابقاً للسؤال على الإنكار و التعنت: بأنهم مرصدون ليوم يباغتهم فلا يستطيعون تأخرا عنه ولا تقدما عليه. (3)

الصورة الثالثة: نفي تعذيبهم يوم القيامة.

مثال ذلك: قوله تعالى {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين ? قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ? وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون} (4)

حاور القران الكريم المشركين في هذه الآيات ردا على قولهم: إن الله تعالى خولهم المال والولد لكرامتهم عليه وما هم بمعذبين يوم القيامة.

فأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ويصحح اعتقادهم الخاطئ: بأن بسط الرزق وتضييقه لا علاقة له بمحبة الله تعالى، بل هما ابتلاء وامتحان، ولو كان البسط دليل الإكرام لاختص به المطيع، ولكن أكثر الناس لا يعلمون (5)

الموضوع الثاني: القران الكريم.

لما كان القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تحدى بها العرب الذين هم أرباب الفصاحة والبلاغة ولذا فإن المشركين جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم وشككوا في نزوله من السماء كما طالبوا بتعديله أو تبديله ومن هنا يمكن حصر حوارهم في القران في صورتين:

1 -يراجع فتح القدير 4/ 338، وتفسير الجلالين 2/ 129، والمنتخب من تفسير القران الكريم /659. ... 2 - سورة سبأ 30،29.

3 -يراجع تفسير النفسي 3/ 325، وتفسير القران العظيم 3/ 502، وزاد المسير 6/ 456، وتفسير الجلالين 2/ 118 وتفسير المراغي 22/ 83.

4 -سورة سبأ 35 - 37. ... 5 - يراجع تفسير القران العظيم 3/ 504،503، وزاد المسير 6/ 460؟، وفتح القدير 4/ 330، وتفسير المراغي 22/ 89،88.

الصورة الأولى: أن القران ليس من عند الله تعالى.

مثاله: قوله تعالى {أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنت صادقين ? بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (1)

لقد ادعى المشركون أن القرآن ليس من عند الله تعالى وإنما افتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره الله عز وجل أن يرد عليهم: بأن كان حقا ما تدعون فأتوا بسورة مثله في البلاغة وجودة الصناعة، فأنتم مثله - صلى الله عليه وسلم - في معرفة لغة العرب و فصاحة اللسان وبلاغة الكلام، واستعينوا بمن شئتم من أهل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام