وَقَالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ مِفْتَاحُ اَلْجَنَّةِ ؟ قَالَ: بَلَى ، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ (1) .
وَهَذَا اَلْحَدِيثُ: - إِنَّ مِفْتَاحَ اَلْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ - (2)
(1) - كذا وقع هنا وفي النسخ المطبوعة [نعم العدة] .
(2) - لقد أجاد الحافظ أحمد حكمي - رحمه الله - في نظم عدة أبيات جمع فيها شروط كلمة التوحيد التي لا ينتفع بها صاحبها إلا إذا أتى بها وحقَّقَها ، وهى في حقيقتها لم تخرج عن جملة أحاديث وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال -رحمه الله-: وبشروطٍ سبعةٍ قد قُيِّدَتْ وفي نصوص الوحي حقا وردتْ فإنه لم ينتفع قائلُها بالنطق إلا حيث يستكملها العلم واليقين والقبول والانقياد فادْر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبة وفقَّك الله لما أحبه وهذا مأخوذ من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل:"من قال: لا إله إلا الله مخلصًا"وفي رواية"مستيقنًا"وفي بعضها"مصدقًا بها قلبه لسانه"وفي بعضها"يقولها حقا من قلبه"وفي بعضها"قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه"كما ذكر المؤلف - رحمه الله - وسيأتي بعد قليل . ويمكننا أن نضيف إلى هذه الشروط السابقة السبعة شرطًا ثامنًا: ألا وهو الكفر بما يُعْبَد من دون الله ، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام مسلم رقم (37) من كتاب الإيمان . فيه"من قال: لا إله إلا الله ، وكفر بما يُعْبَد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله". قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: [ وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله ، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصمًا للدم والمال ، بل ولا معرفة معناها مع التلفظ بها ، بل ولا الإقرار بذلك ، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له ، بل لا يحرم دمه وماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يُعْبَد من دون الله . فإن شَكَّ أو تَرَدَّدَ لم يحرم ماله ودمه ، فيالها من مسألة ما أجلّها، ويَالَهُ من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع] تيسير العزيز الحميد ص147 .