الصفحة 26 من 31

وبالنسبة للتوسل فهو داخل في العقيدة، لأن المتوسل يعتقد لهذه الوسيلة تأثيرًا في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه، فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة، لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيرًا فيما يُريد.

والتوسل بالصالحين ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: التوسل بدعائهم فهذا لا بأس به، فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتوسلون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بدعائه، يدعو الله لهم فينتفعون بذلك، واستسقى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعم النبي - صلى الله عليه وسلم - (العباس بن عبد المطلب) بدعائه.

والقسم الثاني: فهو التوسل بذواتهم، فهذا ليس بشرعي، بل هو من البدع من وجه، ونوع من الشرك من وجه آخر، فهو من البدع لأنه لم يكن معروفًا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وهو من الشرك لأن كل من اعتقد في أمر من الأمور أنه سبب، ولم يكن سببًا شرعيًا، فإنه قد أتى نوعًا من أنواع الشرك، وعلى هذا لا يجوز التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل أن يقول: أسألك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، إلا على تقدير أنه يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبته، فإن ذلك من دين الله ينتفع به العبد، وأما ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - فليست وسيلة ينتفع بها العبد، وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ينتفع به النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه، ولا ينتفع به غيره، وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - باعتقاد أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - جاهًا عند الله، فليقل: اللهم إني أسألك أن تشفِّع فيَّ نبيَّك محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله عز وجل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام