عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من استعاذ بالله فأعيذوه (2) ، ومن سأل بالله فأعطوه (3) ،"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لأن منع من سأل بالله أو بوجه الله من عدم إعظام الله وإجلاله، وقد جاء الوعيد على ذلك، فروى الطبراني عن أبي موسى مرفوعا:"ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأل هجرا". وله عن أبي عبيدة مولى رفاعة بن رافع مرفوعا:"ملعون من يسأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله".
(2) تعظيما لله وتقربا إليه بذلك، فإذا قال: أعوذ بالله من شرك، أو شر فلان، فامنعوا الشر منه وكفوا عنه؛ لتعظيم اسم الله. ولما قالت الجونية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله منك. قال:"لقد عذت بمعاذ، الحقي بأهلك"1.
(3) أى إذا قال: أسألك بالله أو بوجه الله، كما في حديث ابن عباس:"من سألكم بوجه الله فأعطوه"2. رواه أحمد وأبو داود. وفي رواية له:"من سألكم بالله". وله عن ابن عمر:"من سألكم بالله فأجيبوه إلى ما سأل"3 فيكون بمعنى أعطوه، وعن ابن عباس مرفوعا:"ألا أخبركم بشرار الناس؟ رجل يسأل بوجه الله ولا يعطي". رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه. وجاء من حديث أبي هريرة:"ألا أخبركم بشر البرية"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي يسأل بوجه الله ولا يعطي"4. ويدخل فيه القسم عليه بالله أن يفعل كذا، ويجب إعطاء السائل مما له فيه حق كبيت المال، أو من في ماله فضل على حسب حاله ومسألته، أو يكون السائل ="
1 البخاري: الطلاق (5257) , وأحمد (3/498 ,5/339) .
2 أبو داود: الأدب (5108) .
3 النسائي: الزكاة (2567) , وأبو داود: الأدب (5109) , وأحمد (2/68) .
4 مسلم: الإمارة (1889) , وابن ماجه: الفتن (3977) , وأحمد (2/396) .