الصفحة 8 من 77

أ. الحوار

أصله من الحور، وهو الرجوع عن الشيء إلى الشيء.

يقول ابن منظور:"الحَوْر: هو الرجوع عن الشيء إلى الشيء .. والمحاورة: المجاوبة، والتحاور التجاوب، والمحاورة: مراجعة المنطق، والكلام في المخاطبة". [1]

وقال الراغب الأصفهاني:"المحاورة والحوار: المرادّة في الكلام، ومنه التحاور". [2]

وهذه المعاني اللغوية وردت في سياق الآيات الكريمة التي ورد فيها مادة (حور) .

قال تعالى: {إنه ظن أن لن يحور} (الانشقاق:14) . قال القرطبي:"أي لن يرجع حياً مبعوثاً .. فالحور في كلام العرب الرجوع".

وقال تعالى: {فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً} (الكهف 34) . قال القرطبي:"أي يراجعه في الكلام ويجاوبه، والمحاورة: المجاوبة. والتحاور التجاوب". [3]

وقال تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} (المجادلة: 1) ، قال في الجلالين:"تراجعكما" [4] أي في الكلام.

وورد هذا المعنى أيضاً في غير ما حديث نبوي, من ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستعيذ من: (( الحَوْر بعد الكَوْر ) ). [5] قال القرطبي:"يعني من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة". [6]

(1) لسان العرب (4/ 217) .

(2) مفردات القرآن (262) .

(3) الجامع لأحكام القرآن (10/ 403) .

(4) تفسير الجلالين (1/ 724) .

(5) رواه النسائي ح (5498) ، وابن ماجه ح (3888) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (3136) .

(6) الجامع لأحكام القرآن (19/ 273) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام