فهرس الكتاب
الصفحة 113 من 205

المطلب الثاني: الشرك الأصغر

أولا: تعريف الشرك الأصغر

يعرف الشرك الأصغر بأنه: مساواة غير الله بالله في هيئة الفعل وأقوال اللسان. أو: كل ما أطلل عليه الشرع وصف الشرك، لكنه لا يخرج من الملة1.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وأما الشرك الأصغر؛ فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك؛ كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة؛ كالحلف بغير الله، وكيسير الرياء، ونحو ذلك2.

ثانيا: حكم الشرك الأصغر، مع دليله

1-الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، ومعصية من أكبر المعاصي، لما فيه من تسوية غير الله بالله عز وجل.

2-الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.

3-الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.

4-الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلما، ولكن شركه لا يغفر له -على الراجح من قولي العلماء، بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة3.

5-صاحب الشرك الأصغر في الآخرة إن دخل النار لا يخلد فيها. والدليل على الشرك الأصغر: قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] . وقوله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه"4.

ثالثا: من أنواع الشرك الأصغر

ينقسم الشرك الأصغر إلى أنواع، سأذكر منها بإذن الله:

1 انظر: المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين 2/ 27. والإخلاص والشرك الأصغر لعبد العزيز العبد اللطيف ص30.

2 انظر القول السديد شرح كتاب التوحيد لابن سعدي ص24.

3 انظر: الرد على البكري لابن تيمية ص146. وتيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله ص98.

والشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة لعبد الرزاق العباد ص188-189.

4 صحيح مسلم، كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام